لا أسباب للصوم !
بين اجتهادات رجال الدين والأطباء تزايدت أسباب الصوم بين الإحساس بالفقراء وتطهير النفس وتهذيبها، فضلا عن تطهر المعدة وراحتها بعد إجهاد لمدة 11 شهرا.. وكذلك ضبط الدورة الدموية وتنقيتها من السموم، إلى فوائد أخرى تخص باقي أجهزة الإنسان عند رجال الطب!
كثيرون يمكنهم التساؤل أن كان الصوم من أجل أن نشعر بالفقراء والمحرومين، فلماذا يصوم الفقراء والمحرومون إذن؟ ولماذا يصوم من يتصدق كثيرًا ويشعر بالفقراء إلى حد أنه يبنى لهم مشاريع الخير؟ وآخرون من حقهم أن يتساءلوا عن آراء أخرى طبية تتعارض مع النظريات الحالية لفوائد الصوم إلى حد أن الإسلام نفسه منح الرخصة بالإفطار للكثيرين ممن يعانون أمراضا خطيرة!
في الحقيقة نقف بعيدا عن هؤلاء وأولئك.. فسبحانه وحده الذي لا يُسأل عما يفعل، ووحده سبحانه من يمتلك الحكمة من فرض الصوم علينا وليس لنا إلا الطاعة، وهي المعادلة الموضوعية بين الله وعباده.. فلا يوجد سبب محدد لمنع آدم وزوجه من الاقتراب من شجرة الجنة إلا اختبار الطاعة للمخلوق الأول ليتمايز عباد الله في طاعته، منهم من ينجح في الاختبار، ومنهم من يفشل فيه، وهنا يكون العدل الإلهي فلا يمكن أن يتساوى الناس، وتظهر درجات طاعتهم بغير اختبار.. بل سيكون من الظلم أن يتساوى أولو العزم مع من يؤمنون بالله وبفريضة الصوم ولكنهم لا يطيقونها!
والصوم ضد الفطرة البشرية.. فالفطرة أن يأكل الناس ويشربون ويلبون دعوات غرائزهم، وهنا تكمن الطاعة لله بأن نترك فطرته التي فطرنا عليها من أجله، ولا نقول إلا السمع والطاعة، وهنا أيضًا يكمن كرمه ورحمته فلا يرتب عقوبة في الدنيا لغير الصائمين ممن لا يطيقون الصوم، وجعل الحساب كله في الآخرة، فهو وحده علام الغيوب ويعرف من صام إيمانًا واحتسابًا ومن صام جهرًا ويفطر سرًا وينافق الناس، ويعرف من صام من أجل صحة يريدها أو لرشاقة يفتقدها أو خجلا من الناس.. الصوم له سبحانه وهو يجزي عليه سواء أثبت الطب فوائد له أو لم يثبت!