ضربة السيسي!
فضلًا عن غضبه الكبير الصادق ككل المصريين إلا أن قرار الرئيس السيسي بقصف معسكرات الإرهاب التي تحتل الشقيقة ليبيا لم يكن فقط- فقط- من أجل الثأر المباشر والفوري لشهداء المنيا ولا للانتقام لدماء الأطفال الأبرياء ولا لاستمرار الخطر على مصر من معسكرات ممتدة إلى الغرب الليبي، إنما وفضلًا عن كل ذلك كان القرار لهدف أهم وهو التعجيل بعمل يعيد على الفور وحدة المصريين، ويوحد صفهم في فعل جماعي واحد ليبطل الهدف الأساسي ليس من جريمة المنيا فقط، وإنما من استهداف مصر كلها من الإرهاب ومن مخطط تمزيقها المستمر منذ سنوات طويلة..
فما بالكم أن كان هذا العمل الفوري الذي سيوحد المصريين هو عمل عسكري ومسلح تقوم به قواتنا المسلحة وجيشنا العظيم، وأن يكون ضد أوكار للشر والإجرام تشيع الرعب والإرهاب في العالم كله خصوصا من تونس إلى مصر، وبينهما شعب أسير يعيش تحت رحمة عصابة دولية لا تعرف عن الإسلام شيئا ولا عن الإنسانية أي شيء!
ورغم الألم.. ورغم الجرح الغائر في الجسد المصري كله بفعل حادث الأمس إلا أن مصر نجحت في اختبار الثأر والوحدة، لتؤكد لنا وللعالم أنها ستعبر كل حقول الألغام المزروعة لتنفجر هنا وهناك.. والضغط على اليد الموجوعة -الأقباط- لن يؤدي إلا لمزيد من عافية كل الجسد واشتداد قوته ليثبت في مواجهة أعاصير الفتنة العاتية لتتحطم على أرضنا وتنتهي على ترابنا، ويلقى المخطط كله حتفه ليلحق بغيره من أعداء ومخططات انتهوا وانتهت على أرض مصر..
يبقى القول إن المجرمين الذي نفذوا جريمة الأمس ليسوا وحدهم.. معهم بالضرورة من يقفوا ضد أي محاولة لتجديد الخطاب الديني والفقه الإسلامي بالجهل أو بحسن النية فهم سواء بسواء، ومعهم من يدافعون عن الباطل ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ومعهم من يحفظون ولا يفهمون ومعهم الاسطوانات البشرية التي تمت تعبئتها بالباطل ولا تحتاج إلا الضغط عليها لتعمل ولا تتوقف ومعهم المتقاعسون عن التصدي لكل ذلك في التعليم وفي الإعلام وفي الصحافة وفي الأزهر وفي الأوقاف وفي البرلمان وفي الحكومة، ولكن لم تزل الفرصة قائمة ليصلح كل منهم ما فسد ويصحح ما انحرف ويعود إلى جادة الصواب..
اللهم بلغت اللهم فاشهد.