قطر «تنتحر» !
خبر عاجل بثته وكالة الأنباء القطرية فجر اليوم بتوقيت القاهرة أجبرنا على تغيير موضوع مقال "اليوم" يقول الخبر: إن قطر قررت سحب سفرائها في كل من مصر والسعودية والبحرين والإمارات والكويت!! وبالطبع يمكن وضع علامات استفهام لا نهائية خصوصا إن كانت باقي تفاصيل الخبر تقول إن الخارجية القطرية طلبت مغادرة سفراء هذه الدول لأراضيها خلال 24 ساعة !!
ما الذي جري؟ فقد نظرنا إلى الخبر بعنوانه ومتنه وسطوره عدة مرات وتأكدنا من وجوده على أكثر من صحيفة وموقع إلكتروني !
لو كنا في أبريل لاعتبرنا الأمر مزحة لكن ماذا جري فعلا؟ نبدأ من الاحتمالات كلها ويبدو من جنون الأمر أن الاحتمال الأول هو اختراق إلكتروني قد حدث لموقع الوكالة تسبب في نشر الخبر بهذا الشكل، وإنه سيتم الإعلان عن ذلك خلال ساعات مع الاعتذار عن الخبر وللدول التي شملها بينما يبدو الاحتمال الثاني ويبدو بعد الأول بدرجات عديدة أن تنسيقا ما بين هذه الدول للتصدي للدور القطري بالمنطقة بدأ من مجلس التعاون الخليجي الذي طردت قطر كل سفرائه عدا سلطنة عمان، إضافة إلى مصر، لكن يضعف هذا الاحتمال أن العادة قد جرت على حل مشكلات دول مجلس التعاون داخله كما أن قطر تسلم قيادة السعودية للمجلس!
الاحتمال الثالث أن يكون صراعا داخليا قد جري وانحازت هذه الدول له لكن حتى ها الاحتمال يضعفه اعتماد مصر على سياسة ثابتة للتعامل مع الدول الأخري يتصدرها مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول فضلا عما قلناه سابقا أن التدخل بهذه الطريقة أو غيرها ليس سلوكا متبعا ولا معتمدا داخل دول مجلس التعاون الخليجي !
ما الذي يجري في قطر إذن؟ ما الذي جرى؟ يا خبر اليوم بفلوس كما يقولون وساعات ونعرف التفاصيل حتى لو تراجعت قطر ونفت كل ذلك تحت أي حجة قبل نشر المقال ظهر اليوم.. لأن حتى الإعلان والتراجع يعكس ارتباكا كبيرا في الدوحة وقد نعرف تفاصيله كلها وربما تدفن التفاصيل في مدافن التاريخ لتخرج ذات يوم مشوهة وناقصة أو مضافا إليها ومبالغا فيها أو نعرفها كاملة أسرع مما نتخيل ولكن على الطريقة العربية.. تحيطها البهارات والألغاز ومعهما الضجيج!