رئيس التحرير
عصام كامل

«الشرق ومكملين» تاني.. رد وتعقيب


تلقيت ردًا من الدكتور أيمن نور، رئيس قناة الشرق، على مقالى الأسبوع الماضى "الشرق ومكملين" ينفى فيه ما كتبته حول تبعية القناة لجماعة الإخوان واعتمادها على مصادر مجهلة وتربصها بمصر رئيسًا وشعبًا، وإعمالا بحق الرد، أنشر ما أرسله الدكتور "أيمن نور" على الإيميل الخاص بى ثم أعقب على ما أورده في رده:


أخى العزيز، وزميلى القديم بشير:
قرأت مقالك على صحيفة فيتو بشأن قناة الشرق، والحقيقة أن المقال به الكثير من الأمور التي تحتاج إلى توضيح.

أولًا: قناة الشرق ليست قناة تابعة للإخوان، وليس لها صلة بشكل أو بآخر بأى تيار أو جماعة أو حزب، هي قناة معارضة، تعبر عن وجهة نظر فئات مختلفة من المعارضة المصرية ليبرالية ويسارية وإسلامية.

والقناة معنية أن تكون موجهة لكل المصريين دون تمييز أو توجه أيديولوجى معين، وأظن أنك تعلم علم اليقين أننى شخصيًا لا أنتمى لجماعة الإخوان أو غيرها، وأن انتمائى السياسي معلوم منذ أن تزاملنا في الوفد وحتى أسست حزب الغد وبعده غد الثورة تحت مظلة القيم الليبرالية.

وعلى كل حال من حقك أن تنتقد قناة الشرق أو ترى أنها لا تعبر عن الحقيقة التي نزعم أننا نعبر عنها، لكننا أيضًا من حقنا أن نقول لك إن هذه قناة لا تعمل لحساب تيار أو جماعة، وهدفها الرئيسى هو تحقيق الحرية والديمقراطية والحفاظ على مكاسب وقيم ثورة يناير.

مرة أخرى أتمنى أن تشاهد قناة الشرق وأن تراجع أسماء العاملين فيها من مقدمين ومن معدين وستقف بنفسك على هذه الحقيقة.
تحياتى وتقديرى لك،
د. أيمن نور

تعقيب على الرد:

هذا هو الرد الذي تلقيته من د/ أيمن نور وله أقول:
أولًا: إن لم تكن قناة الشرق تابعة لجماعة الإخوان فلماذا تتبنى وجهة نظرها وتدافع عنها من خلال ضيوف ينتمون للجماعة أو من كان هواهم إخوانيا أو من استفادوا من وجود الجماعة في الحكم؟ وإذا لم تكن جماعة الإخوان تمول القناة فمن يمولها وينفق عليها طوال السنوات الأربع الماضية؟ أما انتماؤك أنت للإخوان فلن يرد في مقالى.

ثانيا: إذا كانت القناة معارضة وتفتح المجال لكل التيارات السياسية وتخاطب كل فئات المجتمع فلماذا المعارضة من الخارج ومن داخل دولة ينتمى رئيسها لجماعة الإخوان ودأب على مهاجمة مصر بعد أن أطاح الشعب بجماعته؟ ولماذا المعارضة من الخارج خاصة أنك لم تكن مطلوبًا في قضية واحدة؟ وإذا كنت تخشى من تضييق الخناق على المعارضة فعليك أن تتابع كتابا ومذيعين يعملون من مصر ويعارضون بل يتجاوزون في معارضتهم وعليك أن تستمع وتشاهد بعض ضيوف برامج (الشرق).. يقولون ما يحلو لهم ولم يبرحوا الوطن.

ثالثًا: المعارضة لا تعنى الشماتة والتربص بمصر وتغذية الخلافات والاعتماد على مصادر غير معروفة، والمعروف منها ينتمى لجماعة الإخوان سواء الصحف أو المواقع الإلكترونية، كما أن المعارضة لا تعنى التطاول على رئيس مصر حتى لو اختلفنا معه سياسيًا، بل التجاوز في قناة (الشرق) يصل إلى حد السباب ليس فقط لشخص الرئيس ولكن لأبنائه وزوجته وهو أمر مرفوض حتى من معارضى النظام.

الحرية حتى في المعارضة مسئولية تحكمها آليات أبرزها التحلى بالأخلاق والأعراف الراسخة في المجتمع، والسيسي نفسه طالما طالب الإعلاميين المصريين بالتحلى بعفة اللسان في مخاطبة الآخرين حتى لو كانوا من الذين يكنون عداءً لشخصه أو لمصر، ولعل هذا المطلب كان واضحًا في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.

رابعا: لا أتحرج من الدفاع عن رئيس انتخبته راضيًا حتى لو اختلفت معه في بعض الآليات والأولويات، فقد أصبح رمزًا لوطن أخشى عليه من مؤامرات كثيرة تحاك له، مع العلم أننى لم أقترب يومًا من سلطة، وليست لى أطماع حتى أتملق أحدًا حتى لو كان رئيس الجمهورية.

ولو فتشت في ذاكرتك وعدت إلى الوراء قليلًا سوف تتذكر استضافتى لك في برامج شرفت برئاسة تحريرها في وقت كانت استضافتك تهمة من وجهة نظر البعض، كنت تنتقد الجميع ولم يمل أحد عليك شيئًا ولم أتحفظ يومًا على كلمة قلتها.

خامسا: فلتذهب المعارضة دون رجعة إذا لم تدرك أن الوضع السياسي الراهن يحتم على كل المصريين جميعًا أن يكونوا في حالة اصطفاف حتى لو اختلفوا فيما بينهم، وبالتأكيد أنت تدرك أن مصر يستهدفها التقسيم ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي وجد لخدمة إسرائيل وتستطيع أن ترجع إلى مذكرات هيلارى كلينتون التي جمعك بها لقاء منذ سنوات، والتي اعترفت أن ثورة يونيو في مصر عرقلت مخطط التقسيم..

وارجع أيضًا إلى ما قاله "زيبينو بروديزينسكى"، أحد أهم مستشارى الأمن القومى في إدارة "كارتر"، الذي دعا قبل أكثر من أربعين عاما إلى إعادة تقسيم المنطقة العربية على أسس عرقية ودينية بحيث تكون كانتونات صغيرة تتعايش مع إسرائيل، وارجع إلى وثيقة برناردلوبس التي وافق عليها الكونجرس الأمريكى في جلسة سرية عام 1983 وتقضى الوثيقة بتفتيت مصر وإعادة رسم جغرافيا المنطقة العربية، والوثيقة أدرجت في خطة أمريكا المستقبلية وهو ما تم تنفيذه في بعض الدول تحت مسمى «الربيع العربي».. وما كان إلا خريفًا للعرب أجمع، أنقذ مصر منه السيسي الذي وضعتموه مرمى لسهام مذيعي وضيوف قناتكم.
basher__hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية