رئيس التحرير
عصام كامل

سجال متبادل بين كمال مغيث وطارق شوقي على «فيس بوك»

الدكتور طارق شوقي
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم

نشبت معركة كلامية حول مشروع الثانوية العامة الجديد بين وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي والدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، عبر صفحة الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية على موقع فيس بوك، وتبادل الطرفان الاتهامات.


ففى الوقت الذي الذي علق فيه كمال مغيث على تصريحات الوزير عن الثانوية العامة بأنها "هرى" وللشو الإعلامي فقط، أكد الوزير أنه يعمل وفق خطة موضوعة من قبل ولا يقبل التعدى على شخصه عبر وسائل التواصل الإجتماعى، ثم تراجع بعد ذلك كمال مغيث عن تصريحاته السابقة مؤكدا أنه أساء استخدام لفظ "الهرى".

بداية القصة
وكان الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية كتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعى مقالا تعليقا على تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى حول النظام الجديد الذي تعتزم الوزارة تطبيقه على الثانوية العامة.

وقال مغيث: إن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم صرح بأن نظام الثانوية العامة سيتغير وتصبح منذ 2020 حصيلة مجموع تراكمي لثلاث سنوات الثانوية، ولن تؤدي للجامعة وسيلغى مكتب التنسيق وتصبح اختبارات القدرات هي معيار الدخول للجامعة، قائلا "ملاحظاتنا على هذا "الهري" كثيرة".

وأضاف مغيث أن لديه عدة تساؤلات للوزير حول النظام الجديد أولها ماهى الاستعدادات التي اتخذتها الوزارة للوصول لهذا الهدف من ناحية المعلمين المناهج المدارس نظام التقويم.. وخاصة أن أطفال أولى اعدادى الآن هم طلاب أولى ثانوى الذين سيطبق عليهم المقترح.

وتساءل ألم يكن أولى بوزير التعليم أن يهتم بأن يكون لدينا بدلا من نظام تعليمنا الذي أصبح خارج المعايير: نظام تعليم حقيقى ومعلمين أكفاء راضين عن مهنتهم ومحبين لها، وعملية تدريس حقيقية، ومدارس مناسبة تمتلئ بالأنشطة، وإدارة ناجحة لعملية تعليمية حقيقية بدلا من تعذيب الناس وارهاقهم بين السناتر والدروس الخصوصية لعام واحد.. ماهى الإجراءات التربوية والإدارية التي تضمن أن لا يزيد امد عذاب الأسر ليصبح ثلاث سنوات بدلا من واحدة.

وأشار إلى وإذا كانت الثانوية العامة لن تؤدى للجامعة فما الذي يجبر الدولة على أن تستمع لصيحات تحسين أحوال المعلمين وإصلاح المدارس والإدارة وغيرها وماهو النظام الوحيد في العالم الذي يلقي وراء ظهرة بسنوات الدراسة السابقة على دخول الجامعة للطلاب والطالبات.

وهل يجوز في نظام تعليم عتيق كنظامنا المصرى عمره مائتين سنة - أسس محمد على أول مدرسة تجهيزية سنة 1825- أن يتغير النظام هكذا وبجرة قلم، وتسأل كيف سنضمن أن تتمتع اختبارات القدرات لدخول الجامعة بالصدق والثبات اللازمين والتجرد والموضوعية والتحصين من الهوى الشخصي وكيف سنضمن أن لا تكون القدرات لدخول الجامعة أداة لتضييق فرص الطلاب في دخول الجامعة أو تقليل أعدادهم، وفتح الباب على مصراعيه أمام خصخصة التعليم العالى.

وتابع الوزير لم يهبط على الوزارة من السماء بل ظل رئيسا للجنة الاستشارية الرئاسية لتطوير التعليم، أولم يكن من الواجب أن يقدم لنا الوزير نظاما تم تجريبة والتخطيط له ماديا وبشريا وفنيا إن ما أطلقه الوزير ليس مشروعا ولا خطة ولا مقترحا متكاملا يقف خلفه مركزا بحثيا ولا مجموعة خبراء ولا تجارب نجحت.. وإنما مجرد تصريحات صحفية لزوم هذا الهرى الذي نهريه طبقا لمبدأ "أصبروا عليا سنتين بس "ويسعد أوقاتكم".

شوقي يرد
وبدوره رد الدكتور طارق شوقى على مغيث في التعليقات الخاصة بالبوست السابق قائلا: "إلى الدكتور كمال مغيث والزملاء:

لقد اعتدتم النقد الحاد والمتواصل على كل ما نفعله وأنا أقدر كل الآراء والأفكار وأعلم أن تطوير التعليم عمل جماعي وأن النهوض بالتعليم هو حلم كل مصري حريص على هذا الوطن. أنا لم "أهبط" على الوزارة يا سيدي ولكني شرفت بتكليف من الرئيس للبناء على عمل كبير تم إنجازه في العامين السابقين متمثلًا في مشروع طموح يسمى "المعلمون أولًا" تم من خلاله تطوير أداء ١٠٠٠٠ معلم مصري ومشروع عملاق يسمى "بنك المعرفة المصري" وأنا لا أتكلم عن أحلام (أو "هري" كما اتهمت باطلًا) وإنما عن نتائج بذلنا فيها الوقت والجهد وموجودة على الأرض للمتابعة والتقييم.

وأضاف شوقى" لقد عملت أكثر من ١٣ سنة حول العالم في مشروعات إقليمية وعالمية في منظمة اليونسكو في تطوير التعليم في أكثر من ٣٠ بلدًا، وإنني حريص على التواصل والتشاور منذ تسلمي لهذه المهمة وأعرض الأفكار على الجميع واستمع لكل الآراء، إني لا أرى أي داعي لإرسال اتهامات بدون أن نتبادل الحوار وبدون معلومات حقيقية.

أنا شرحت بالتفصيل "فلسفة ما نفعل" وكان واضحًا وضوح الشمس أن المستهدف هو "العودة إلى التعليم" بدلًا من هذا العبث المسمى تعليمًا وهو ليس إلا صراع محموم على مجموع بلا تعليم وقبول بجامعة في تخصصات غير مناسبة للدولة أو لسوق العمل وهذا لا يمكن الجدال بشأنه.

وتابع لقد قلت أن المستهدف هو القضاء على الدروس والغش وليس إستبدال الثانوية بثلاث سنوات من الدروس ولا أدري لماذا تصر على ترديد مثل هذه الادعاءات؟ أنا لست صغيرًا أو هاويًا كي أتكلم بلا خطة وبلا أدوات ومن اللائق أن تسألني في هذا بدلًا من افتراض أننا لا نعلم ماذا نفعل.

إن ما اختتمت به ملاحظتك:
إن ما أطلقه الوزير ليس مشروعا ولا خطة ولا مقترحا متكاملا يقف خلفه مركزا بحثيا ولا مجموعة خبراء ولا تجارب نجحت..وانما مجرد تصريحات صحفية لزوم هذا الهرى الذي نهريه.. طبقا لمبدأ "أصبروا عليا سنتين بس"..ويسعد أوقاتكم" ما هو إلا تعد لا أفهمه ولا أقبله ولا حجة عليه.

إن المشروع متكامل والخطة واضحة وفريق العمل مكتمل والخطط تعرض على مجلس الوزراء والرئيس ومجلس النواب وليس على صفحات الجرائد، ألا تعتقد أن الرئيس يحاسبنا على ما نقول أو نعمل؟ ألا تعتقد أنني حريص على سمعتي العلمية والأكاديمية؟ ألا تعتقد انني حريص على تطوير التعليم؟ كنت اتمنى لغه أكثر إيجابية للحوار خصوصًا من باحث تربوي يعمل في وزارة التربية والتعليم ويؤسفني جدًا أن يشار إلى شخصي بكلمات أن ما ابذل فيه كل هذا الجهد ما هو إلا "تصريحات صحفية لزوم الهري"!!!!!! أتمنى أن يكون الحوار في المستقبل أكثر لياقة وإحترامًا لكل من يحاول جاهدًا ويعمل بلا كلل ويستقبل كل هذا النقد. أنا احترم النقد الهدف بعد تقصي الحقيقة ولا نقبل التعدي بالقول أو السخرية مما نعمل عليه.

مغيث تراجع.
فيما تراجع كمال مغيث عن تصريحاته السابقة بعد رد الوزير عليه وكتب عبر صفحته قائلا: "وزير التربية والتعليم على الاهتمام الخاص بالرد على ملاحظاتى وهو توجه جديد للتفاعل الحقيقي والمباشر مع الناس يدعو للتفاؤل والأمل، أعتذر عن استخدام لفظة "الهرى" وما رأيته سيادتك لغة حادة لم يدفعني لها إلا طول المعاناة على مدى السنوات السابقة، من حجم التصريحات الهائل وضآلة الإنجاز الحقيقى.

وأضاف وأنا أعرف أن الموضوعية والاحترام أصل لايمكن التخلى عنه في أي نقاش علمي جاد، قائلا "شخصكم وخبرتكم ووطنيتكم لم تكن أبدا محلا للشك أو الجدل أو النقاش، ولكم دائما كل الاحترام الواجب"ـ مشيرًا أن كل ما سعيت إليه التعبير عن مخاوف على مستقبل التعليم والذي ينعكس بلا شك على مستقبل الوطن.
الجريدة الرسمية