لعلهم يفهمون
مدرسة العلوم في سنة خامسة ابتدائي كان عندها نظام عجيب في العقاب، وهو أن الطالب اللي يعمل شغب ممنوع من أنه يقف على الفصل لما تكون هتعمل حاجة وترجع لنا، وكأن خلاص كده يعني هي بتعاقبه أو بتموته يعني بحرمانه من إنه يقف على الفصل ويكتب أسماء العيال!
نفس النظام تتخذه المؤسسات الدينية والمؤسسات المسئولة عن أمور الدين في مصر، بمجرد أن أي شيخ يغلط يطلع قرار بأنه ممنوع أنه يقف على الفصل، يوووه، أقصد يقف على المنبر ويخطب، كأن كده خلاص بقى الموضوع اتحل وكأن شيئا لم يكن، مع أنه في بعض الأوقات الأمور بتبقى كوارث مش مجرد غلطة!
آخر شيخ حصل معاه كده، هو الشيخ سالم عبد الجليل، واللي من المفترض أنه من الشيوخ الوسطيين، واللي للأسف كوارثه في الفترة الأخيرة مش تقيم فتنة طائفية، لا دي تقلب البلد فعلًا، فمن فترة طلع علينا الشيخ سالم عبد الجليل بيقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن إحدي زوجاته في الجنة هتبقى السيدة العذراء مريم، أيوه زي ما قرأت كده، كلية الطهر واللي ولدت المسيح الكلمة، ومازالت عذراء هتبقى مرات الرسول عليه الصلاة والسلام.
بلاش دي، آخر حاجة واللي عملت الكارثة فعلًا لما طلع قال إن الشيوخ اللي بيقولوا للمسيحيين أنتوا مؤمنين دول بيضللوهم وأنهم هيتسألوا عنهم يوم القيامة، لا ومش بس كده، لا دي عقيدة المسيحية فاسدة كمان، طب ما تيجي كده نشوف دول كفار ولا لا.
لو كانت عقيدة المسيحيين فاسدة وهي تدعي للمحبة سواء للأعداء أو الكفار أو حتى الملحدين فحلو الفساد ده ربنا يفسدها كمان وكمان، لو عقيدتهم الفاسدة بتدعيهم ميردوش الإساءة بإساءة، وأنهم يردوا العداوة بمحبة، فحلو برضه الفساد ده، ولو فساد عقيدتهم بيقولهم أنه لما يتساء ليهم يتقالهم صلوا إن ربنا يغفر مش تهاجموا فده الفساد حلو ويتحب الصراحة لو هو كده.
ولمن يعرفني جيدًا يعرف أني ضد أي حد يهاجم أي دين سواء من الفريق ده أو ده، لأن مفيش حد بيطلع كسبان غير تجار القضية سواء المسيحية أو المسلمة، ولو على أتباع الدين فهما لا خسرانين ولا كسبانين، واللي بيستفيد أكتر اللي بيعملوا للناس دي برامج وبتجيلهم إعلانات ودعاية في قلب البرامج السم دي.
لو فعلًا بندور على تجديد الخطاب فيبقى لازم نجدد القلوب قبل اللسان، علشان طول ما القلب مليان بكره الآخر عمر ما الواحد هيقدر يتكلم بكلام فيه تسامح أو حب أو تعايش مع الآخر.