رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. رحلة إنقاذ سمكة الشمس النادرة «تقرير»

فيتو

أعلنت وزارة البيئة، عن تفاصيل إنقاذ سمكة نادرة من نوع الشمس «Mola mola» بساحل البحر الأحمر، تعرضت إلى نهش أحد زعانفها الباطنية من أحد الكائنات البحرية المفترسة.


وعلى الرغم من ضعف فرص نجاة سمكة الشمس بعد أن طفت على سطح المياه أمام شاطئ إحدى القرى السياحية بنويبع فإن وزارة البيئة بالتعاون مع القوات البحرية المصرية وشرطة البيئة والمسطحات المائية وبعض المتطوعين لم يتوانوا في بذل أقصى الجهود لمحاولة إنقاذ السمكة من خلال فريق إنقاذ طبي متخصص، ووفروا كافة التسهيلات اللازمة للإنقاذ حيث تم توفير سفينة مزودة برافعة وحوض مائي كبير مجهز بتيار مائي مستمر للحفاظ على نسبة الأكسجين القياسية أثناء الرحلة لاستضافة السمكة في رحلة العودة من موقع اكتشافها إلى أكواريوم الغردقة في والتي استغرقت نحو 9 ساعات من الإبحار المتواصل.

وبدأت السفينة رحلتها من ميناء نويبع البحري في تمام الثانية عشرة ظهرًا متجهة إلى مكان تواجد السمكه أمام شاطئ القرية السياحية الذي يبعد نحو 7 كم عن ميناء نويبع وكان في انتظارها لنش من شرطة المسطحات والفريق الطبي الذي رافق السمكة في البحر منذ الصباح للحفاظ على مؤشراتها الحيوية كما تم توفير حمالة مخصصة لرفع السمكة باستخدام الونش الموجود على ظهر السفينة.

وتبين من الفحص الطبي أن السمكة في حالة إعياء شديد نتيجة فقدها للزعنفة البطنية وهى من أهم الأعضاء التي تعتمد عليها السمكة في تحركاتها ووجودها في الأعماق والحصول على الغذاء بالإضافة إلى اتساع مساحة الجرح وبقائها في المياه السطحية لفترة كبيرة مع اختلاف الضغط عن بيئتها الطبيعية التي قد تصل أعماقها إلى 600 متر

وساهمت التيارات العنيفة في خليج العقبة في زيادة إجهاد السمكة ومضاعفة إعيائها علاوة على مهاجمتها منذ فترة طويلة الأمر الذي جعل فرص نجاتها منخفضة بشكل كبير إلا أن ذلك لم يثبط عزيمة رجال الإنقاذ وقرروا الاستمرار في محاولات إنقاذ السمكة مهما كانت الظروف أو العواقب.

وقام الفريق المرافق والتأكد من تثبيت السمكة بالحمالة بشكل سليم لعدم تعرضها لأي إصابات أثناء عملية الرفع من سطح البحر إلى الحوض المجهز على ظهر السفينة وبالفعل كللت تلك العملية بالنجاح وسط فرحة عارمة من كل المشاركين.

وبعد استقرار السمكة داخل الحوض تم إجراء فحص طبي شامل لها ومدها ببعض الأدوية اللازمة ومعاودة فحصها الدوري كل نصف ساعة لقياس التنفس والمؤشرات الحيوية.

ومع ذلك لم يمنحنا القدر الكثير من الوقت للاحتفال بنجاح عملية رفع السمكة إلى سطح السفينة، وفجأة وأثناء الرحلة نفقت السمكة بعد انهيار كافة مؤشراتها الحيوية بشكل سريع ومتلاحق وسط حالة من الحزن الشديد لكل أعضاء فريق الإنقاذ.

وفور علم وزير البيئة بخبر نفوق السمكة وجه الفريق الطبى بإعداد تقرير طبي مبدئي عن أسباب النفوق لحين وصولها إلى الغردقة لإجراء فحص شامل ودقيق للوقوف على أسباب النفوق ومن ثم إصدار تقرير نهائي يتضمن توثيق كافة مراحل هذه العملية وخطوات التعامل مع السمكة واستخلاص الدروس العلمية والعملية المستفادة من هذا الاحتكاك العملي لوضع قواعد وخطوات التعامل المستقبلي لكل الجهات العلمية والتنفيذية الإقليمية والدولية لمواجهة مثل هذه الحالات الطارئة والتي تمت لأول مرة ليس فقط على مستوى مصر ولكن على المستوى العالمي في ضوء ما هو متاح من كافة المراجع العلمية المتخصصة.

وسيتم بعد ذلك تشكيل لجنة علمية لدراسة أنسب وسائل التعامل مع السمكة النافقة، مع تكليف جهاز شئون البيئة بإعداد التقرير المفصل المشار إليه في الفقرة السابقة للعرض على المنظمات الدولية المرتبطة بالتنوع البيولوجي وصون الطبيعة مثل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN واتفاقية التنوع البيولوجي CBD واتفاقية صون الأنواع المهاجرة CMS.

وبالرغم من الأجواء الحزينة المرتبطة بخبر نفوق السمكة، إلا أن الوزارة تتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة المؤسسات والأفراد الذين شاركوا في هذا العمل النبيل، وتشيد بجهودهم المخلصة في محاولة إنقاذ تلك الروح الحية.
الجريدة الرسمية