«ماسبيرو» يستطيع!
لم يطلب أحد من الإذاعة المصرية أن تجمع أموالا لصندوق «تحيا مصر»، ولم يطلب أحد من الإذاعة أن تحيي من جديد حفلات أضواء المدينة، إنما بدافع الإحساس بالمسئولية تجاه الوطن، وأنه يستحق كل جهد وكل دعم في وقت يدفع الكثيرون من أبنائه فريضة الدم من أجل الدفاع عنه وعن المصريين، فلا أقل من دفع ضريبة العرق والجهد لتقديم كل ما يمكن تقديمه من أجل مصر!
وأمس الأول نجح حفل أضواء المدينة الذي أحياه النجم تامر حسني بل كانت شهية تامر في ذروتها حتى أنه طلب من كارمن سليمان أن تغني، وقدم مواهب شابة، وكذلك بنجوم برنامج اكتشاف المواهب "ذا فويس كيدز"، وكذلك شباب دفعت بهم الإذاعة المصرية ومن بينهم لقاء ومحمد شاركا في عدد من الأغنيات، كما أنه هو نفسه بدأ الحفل بأغنية العندليب عبد الحليم حافظ "أنا لك على طول"، ولاقت استحسانًا كبيرًا في ظل أجواء رائعة قدمت حفلا ناجحا!
حفل أمس الأول أعاد الاعتبار لأضواء المدينة وأزال من الأذهان حفل الشهر الماضي ومزق صفحتها إلى الأبد، وأثبت قدرة «ماسبيرو» كله على التنظيم والتواصل مع مختلف المؤسسات، وعلى القدرة على التناغم مع متطلبات واحتياجات الوطن، وبما يفتح شهية الجميع على الاستمرار ليس فقط في "أضواء المدينة" وإنما في التقدم إلى المهام الكبرى التي من شأنها أن تضع «ماسبيرو» في المكان الذي يستحقه وفي المكانة التي يستاهلها عليه، وعلى مسئولية التصدي لهذه المهمة بشجاعة فاستنهاض «ماسبيرو» كله مسألة أمن قومي، وعلى إنقاذ المبنى والمؤسسة الكبرى والمهمة باعتبارها أم المهام والتكليفات التي ترقى إلى اعتبارها فريضة وطنية!
شكرًا للإذاعة ليس لأنها قدمت لصندوق «تحيا مصر» من أول حفلاتها أول مليون جنيه وإنما للتقدم لتولي المهام الوطنية دون طلب من أحد، مهما كانت التكلفة من صحة ووقت السيدتين المحترمتين نادية مبروك، رئيس الإذاعة وأمل مسعود، نائبة رئيس الإذاعة، وكل من ساعدهما من فريق التنسيق والترتيب يتصدرهم الإذاعي المرموق محمد سعد، وقد ثبتت قدرتهم جميعًا على تحمل الصعاب وعلى الصبر على الأذى وعلى الثقة بنصر الله لأصحاب النيات الطيبة، وبما يستدعي إلى اختيار إحدى محافظات مصر والاستعداد لحفل عيد الفطر، فها هو صندوق «تحيا مصر» تتوزع أمواله على العمال تارة وعلى القرى الفقيرة تارة أخرى وعلى فيروس سي تارة ثالثة وعلى كل خير متاح تارة رابعة وخامسة وبما يستحق دعمه بكل وسيلة ممكنة!