رئيس التحرير
عصام كامل

أساطير موروثة لتخويف الأطفال.. «أبو رجل مسلوخة» إنسان بأرجل ماعز يتتبع الصغار.. «أمنا الغولة» امرأة ضخمة تتغذى على لحوم البشر.. «السلعوة» تفترس ضحاياها.. و«النداهة&#

كسرالبصل على أعتاب
كسرالبصل على أعتاب المنازل لطرد الأرواح

«لو مشربتش اللبن هجبلك أبو رجل مسلوخة، كل طبقك بدل ما أمنا الغولة تاكلك، أنت لسه منمتش السلعوة هتطلعلك».. أساطير تربى عليها ملايين من الأطفال العرب، شكلت جزءًا كبيرًا من وعيهم، فاستخدمها الآباء والأجداد في تخويف الصغار وترغيبهم في الانصياع لأوامرهم، وما زالت عالقة في أذهان الكبار.


أبو رجل مسلوخة
لا يوجد طفل مصري لم يسمع جملة "أبو رجل مسلوخة"، ورغم أن صورته في أذهان الصغار قبيح الوجه بملابس مهلهلة، يعري ساقه المسلوخة المشوهة، ليجري بها وراءهم فيخافون منه، إلا أن الجميع لا يعلم على وجه الدقة ما هى قصته.

أكثر القصص التي تروي عن تلك الشخصية، صدقت أو كذبت، أن مجموعة من الأولاد في بدايات القرن العشرين كانوا يذاكرون دروسهم بواسطة كلوب في الشارع، وبعد ليلة شاقة من المذاكرة، اقترح أحدهم أن يتجولوا قليلًا في شوارع القرية، وأثناء ذلك شاهدوا عروسًا تتوجع وتبكي، فتوجه الطلبة لمعرفة ما حدث لها ومعهم الكلوب، وما إن وصلوا لها حتى صرخ الجميع من منظر رجلها، لأنهم وجدوا أن العروس لها أرجل «ماعز»، وبعد الجرى والهروب أمسك بهم عسكري شرطة، وقال لهم: لماذا تجرون هكذا، فشرحوا له ما قد أرعبهم، وفجأة رفع الشرطي جلبابه قائلًا لهم "زي دي؟" ونظر الأصحاب إلى ساقه فوجدوها "رجل ماعز" أيضًا ومسلوخة، أي بلا جلد، فصرخوا واستكملوا الهروب. 

هذه هى الحكاية المتداولة، ومن مواصفاته الطريفة أيضًا أن ساقه اليسرى مسلوخة، أما اليمنى فهى نصف مسلوخة، وأنه يلد وينام نهارًا وينشط ليلًا، ويظهر للأولاد الصغار الذين لا يسمعون كلام آباءهم.

اقرأ..أساطير موروثة عند المصريين

أمنا الغولة
ويخشى الصغار "أمنا الغولة"، التي توصف في الأساطير المتداولة بأنها «ذات أعين حمراء وحولاء، شعرها منكوش وأنفها أفطس وقبيح، وفمها الواسع يبرز أنيابها المسنونة، التي تستطيع أن تضع طفلًا كاملًا في الفرق بينها، تجلس بجسدها البدين على ضحيتها حتى تطلع روحه، ولأن الروح الشريرة مرتبطة بأمنا الغولة، فإذا اضطرتك ظروفك للتعامل مع شخص لا ترغب في التعامل معه، تطلق عليه لقب أمنا الغولة».

وتحولت قصة «أمنا الغولة» للعبة رعب وأغنية، فيُطلق على أحد الأطفال أثناء لهوهم لقب "أمنا العولة" ويبدأون في التناغم بكلمات «أمنا الغولة.. طقطقي الفولة.. بتعملى إيه؟»، وترصد صاحبة لقب "أمنا الغولة" جريمة بشعة فعلتها، وتنتهي في إحدى المرات إلى أنها ستجري وراءهم، ومن تلحقه ستفعل به ما كانت تفعله من أعمال بشعة.

أسطورة البعبع
أما عن أسطورة البعبع، فهى تطلق على أنثى الغول، تنطبق عليها صفاته كلها، وهى كائنة ضخمة شريرة، موجودة في الفلكلور الإنجليزي والغربي عمومًا، وتتغذى على اللحم البشري وتعيش بالقرب من المقابر، ويعتقد أنها تقتل عند ضربها مرة واحدة بسلاح حاد، إذ تخدع الغولة قاتلها وهى تحتضر بأن تطلب منه ضربها مرة أخرى فيفعل، لتعود إلى الحياة وتفتك به.

شاهد..خرافات في عصر العلم

السلعوة
في التسعينيات، أطلق هذا الاسم على كائن هجين يعتقد أنه ناتج عن تزاوج الكلب والثعلب أو ابن آوى، اعتاد مهاجمة البيوت والأطفال في الأماكن الزراعية في مصر، كما ذكرت في العديد من الكتب القديمة، مثل “الحيوان” للجاحظ؛ إذ يقول عنها: “والسعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغول لتفتِن السفّار”.

ما زالت هذه الشخصية موجودة حتى الآن في قصص الأدب الشعبي العربي عمومًا، بالذات العراق والجزيرة العربية واليمن ومصر، كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللاتي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية ويتصرفن بشكل غير لائق، أو بعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانًا.

تابع.. مبروك عطية: تخويف المسلم حرام شرعا

النداهة
أما «النداهة» فتعد الأكثر شهرة بين الأساطير العربية، الكثير من قصص الطفولة المرعبة كانت تحكي عن هذه السيدة الغامضة، التي تتجول في الحقول المظلمة بالقرى، لتقف مساءً أمام بيت بعينه وتنادي على صاحبه بصوت رخيم وعالِِ.

يقال إن الرجل المذكور يفقد عقله عند سماعها، ويهرع لتلبية ندائها ثم لا يعود أبدًا، ويقال إنها تخطفه لعالمها السفلي أو تقتله وتتغذى عليه، أو يتم بينهما التزاوج الذي تحتاجه لإنجاب كائنات أخرى مخيفة ثم تقتله، ومنها ما يعيش في البحيرات والأنهار، ويطلق عليها في هذه الحالة “المزييرة”، وهى معادلة لحوريات البحر في ملحمة الأوديسا، والتي تغني بصوت عذب يسحر البحارة ليقفزوا خلفها فتلتهمهم.

النداهة استخدمت كثيرًا في الأدب العربي كرمز لأي شيء يسلب العقل، مثل رواية النداهة ليوسف إدريس، كما كتب عنها أديب الرعب أحمد خالد توفيق رواية ضمن سلسلة "ما وراء الطبيعة".
الجريدة الرسمية