عمال النظافة أبطال خلف الكواليس في شم النسيم (تقرير مصور)
وراء الكاميرا يختفي الكثير، ودائمًا ما يكون هناك أبطال خلف "الكواليس" هم من يحركون المشهد ويرسمونه بأدواتهم الدقيقة ليبدو أمامنا كما نحب أن نراه، ربما يعانون من التعب والإرهاق، وأحيانًا بالكاد يستطيعون السير على أقدامهم، فالعبء الكبير يكون فوق كاهلهم وحدهم.
عمال نظافة الحدائق العامة والمتنزهات، هم أبطال احتفالات شم النسيم اليوم، بحب للعمل والرغبة في أن يصبح المظهر جمالي يسر الناظرين، عانوا ويلات اليوم من حرارة الشمس الحارقة، وملابس ثقيلة داكنة تلتقط الأشعة من مخبئها، فضلًا عن الأعداد البشرية الهائلة التي تمضي وتنهي احتفالي اليوم، مخلفين وراءهم أكوامًا من القمامة وفضلات الطعام، وغيرهم من آثار "شم النسيم".
إذا نظرت إلى وجوههم ترى علامات العمل الدءوب والشقاء ترتسمان عليها.
هؤلاء العجائز الذين ألقت الأيام على ظهورهم الكثير، حتى تركتهم مفككي المفاصل، منهكي الهيئة، ما أصعب هذا اليوم عليهم بقدر بهجته على الآخرين، وكأن للسعادة أحيانًا ضرائب يدفعها هؤلاء الرجال.
ثقل حمل هذه السلال العملاقة، منذ الصباح الباكر وهم يجوبون الحديقة الممتدة لعشرات الأفدنة، شرقًا وغربًا.
والأرض كأنها تلد القمامة من باطنها فكلما نظفوا منطقة ما هي إلا ثوان معدودة لتتحول إلى مقلب قمامة من جديد.
