رئيس التحرير
عصام كامل

«سيد كريم» يشرح مائدة الأطعمة الخمسة في شم النسيم

فيتو

اليوم شم النسيم أجمل أعياد الربيع، فيه يصفو الجو، عيد من الأعياد القديمة فعمره يرجع إلى عهد القدماء المصريين.

وكان المصريون القدماء يحتفلون بهذا العيد كما نحتفل به اليوم، حيث يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبى تشترك فيه جميع طبقات الشعب، فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة وتتجدد النبات وتنشط الكائنات لتجديد النوع وتزدهر الخضرة وتتفتح الأزهار فيخرج الناس إلى الطبيعة في جماعات.


وفىى دراسة أعدها الدكتور سيد كريم حول هذا اليوم ونشرتها مجلة السياحة عام 2000 يقول فيها:

تسبق يوم شم النسيم ليلة الرؤيا، وكان يعقد عند الهرم الأكبر ويجتمع الناس في احتفال رسمى أمام الواجهة الشمالية للهرم، حيث يظهر قرص الشمس، وسماه المصريون القدماء "عيد شمو".. أي بعث الحياة، وحرف الاسم في العصر القبطى إلى شم، وقد احتفل المصريون بهذا اليوم رسميا عام 2700 قبل الميلاد.

ونقل اليهود عن المصريين هذا العيد عندما خرجوا من مصر في عهد موسى عليه السلام، واتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال المصريين بعيدهم وسموه "عيد الفصح".

وانتقل عيد الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقتها مع عيد القيامة للسيد المسيح عليه السلام، ولما دخلت المسيحية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء، ويقع دائمًا في اليوم التالى لعيد القيامة المجيد.

وتميزت المائدة المصرية بقائمة مميزة من الطعام في هذا اليوم، فيها البيض والبصل والخس والملانة والسمك المملح، حيث يكتمل عقد الخمسة أطعمة على مائدة شم النسيم بأنها كف عطاء الربيع بأصابعه الخمسة التي تعبر عن الحواس الخمسة التي لا يمكن الاستغناء عن أي منها أو فصلها عن الآخرين.

وأضاف الدكتور سيد كريم أن المصريين القدماء والإغريق آمنوا بأهمية البصل كدواء ناجح لكثير من الأمراض، حتى أنهم كانوا يضعونه مع الموتى لاعتقاده أنه ينبهه ويساعده على التنفس عندما تبعث روحه، وكان يسمى عندهم البصر ومنها اشتقت كلمة بصل.

أما البيض فهو رمز عيد بعث الحياة في الأرض وترجع عادة الرسم على البيض بعقيدة قديمة هي كتابة دعواتهم وأمنياتهم على البيضة وتركها في الهواء حتى يستجيب الله لدعواته، أما الألوان فهى تعبير عن الفرحة بقدوم الربيع.

والخس ويسمى باللغة الهيروغليفية "عب" واعتبره القدماء رمزًا لإله التناسل وهو يزدهر في هذا الوقت من العام، وقد وضعت بردية إيبرس الطبية قائمة التراكيب الطبية للخس وفائدتها للإنسان.

أما الحمص الأخضر أو الملانة فقد اعتبرها القدماء الأجراس التي تعلن قدوم الربيع باكتمال نموها وامتلاء الثمرة هو دليل النضج.

وأخيرا السمك المملح، وقد ظهر على المائدة المصرية في شم النسيم نهاية الأسرة الخامسة، عندما بدأ تقديس النيل واعتباره رمز الحياة وسر الوجود وكان يوصف تمليحه للوقاية من بعض أمراض الربيع.
الجريدة الرسمية