الخاين العميل
أحيانًا كونك مختلفا، يسبب لك الكثير من المشكلات، وترى ردود أفعال منها ما هو مؤيد لك، ومنها ما هو معارض لكل ما تفعله، وكل ما تقوله، وننسى أنه ليس بالضروري أن كل ما يقوم به أي شخص من الممكن أن يكون مخالفا لفكرك أو طريقة رؤيتك للأمور، فكلنا يا عزيزي مختلفون فكريًا وأيديولوجيًا، كما تختلف بصماتنا من كل واحد لآخر، أو بصمات الأصابع في اليد الواحدة مختلفة أصلًا.
من الناس الذين يلاقون هجومًا بشعًا أغلب الوقت هو الصديق "وليد خيري"، ولمن لا يعرف وليد خيري، دعني أخبرك أنه الكاتب والسينارست للكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية والكثير من الكتب، والكتب التي ألفها تروق لي بصراحة، فهو مؤلف من طراز خاص حتى لو اعترضت على أسلوب سرده في بعض الأوقات، فلكل كاتب هفوة في السرد.
وليد خيري -مع حفظ الألقاب- هو كاتب مهتم بقضايا المرأة وكل ما يتعلق بها، وبالتالي يجب أن يكون أسلوبه متناسبًا مع الفئة التي يخاطبها وهي المرأة وذلك ما يسبب عليه هجوما حادا وخصوصًا من بني جنسه وهم الرجال، فهم يرونه بالفعل كفريقين، الفريق الأول، الخاين العميل كما سمى كتابه الأخير، والبعض الآخر يسميه الفتاة التي تنكرت في زي الرجال.
ولكن أنا أراه من وجهة نظري أنه ينفذ الشيء الطبيعي أو الذي يجب على كل رجل أن ينفذه، وهو الكلام بطريقة هادئة مع الجنس الناعم، ومن الطبيعي أنه عندما يتحدث عن المرأة أو إليها، أن يتحدث برقة وبأسلوب يليق بها، وليس كما يتحدث إلى الرجال، وفي المطلق يجب ألا يطلق أي أحد على أحد حكمًا، فلكل شخص حياته، وهو حر في كيف يعيشها طالما لا يضر غيره.