رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مذبحة أشجار الملك فاروق في الشرقية.. أهالي «العباسة» يتهمون المسئولين بهدم استراحة أثرية.. غضب المواطنين بسبب الإهمال.. والمحافظة ترد: شائعات

فيتو

تسود حالة من الغضب بين الأهالي بقرية العباسة التابعة لمركز أبوحماد في محافظة الشرقية، عقب إقدام مسئولي مجلس مدينة أبوحماد، على هدم استراحات أثرية خاصة بالملك فاروق، وقطع أشجارها القديمة، وتحويلها إلى مزارع سمكية، ولم يراعوا تاريخ المنطقة التي كانت محط أنظار المئات من هواة صيد البط على مستوى العالم.


هدم التاريخ
«المحافظ بدل ما يحافظ على التاريخ والتراث ويحميه بيقضي عليه»، بهذه الكلمات تحدث محمد على أحد أهالي القرية قائلًا، إننا لا نعلم هل المحافظ اللواء خالد سعيد، عمله أن يقوم بتطوير الأماكن الأثرية والتي تذكرنا بتاريخنا الأصيل، أم أنه يقوم بهدمها والقضاء عليها! 

وتابع محمد: إن منطقة بركة صيد البط كانت عبارة عن 1050 فدانا ينمو بها البوص والحشائش بسرعة فكانت بيئة خصبة للطيور المهاجرة، فاتخذها الملك فاروق مكانًا له لممارسة هواية صيد البط المهاجر، وأقام استراحة بها نظرا لأن صيد البط يتطلب أن يمكث هاوي الصيد ما لا يقل عن 3 أيام فأكثر، وكانت العديد من الوفود العربية والأجنبية تأتي لممارسة هواية صيد البط بالعباسة، وكانت بركة الصيد من أشهر البرك على مستوى الجمهورية، ولكنها الآن تستخدم كمزارع سمكية.

وأضاف أن عمليات الصيد كانت تبدأ عادة قبل الفجر، وتنتهي عند طلوع الشمس حيث يجلس كل صياد في اللبدة المخصصة له، وهي عبارة عن كومة من البوص الطويل يختبئ بها، وكانت بركة الصيد تتبع ملكيتها لنادي الصيد بالدقي.

المحافظة تنفي
وتابع، بعد ثورة 52 يوليو، حصلت وزارة الأوقاف على 850 فدانا، وأجرتها لوزارة الزراعة التي أقامت معهد لبحوث الثروة السمكية، وتحولت ملكية 200 فدان لديوان عام محافظة الشرقية الذي قام بتأجير بركة صيد البط لنادي الصيد بالدقي، وقامت ببناء 4 شاليهات لاستقبال هواة صيد البط بالمنطقة وتحولها لمشروع استثماري، وقبل 30 عامًا سحبت المحافظة الأرض من نادي الصيد بسبب ضعف الاستثمار، وحولت المحافظة الـ 200 فدان لمزارع سمكية وتأجيرها للمستثمرين، ومن هنا بدأ الإهمال يطوق المنطقة.

وقاطعه عبد العليم أحمد: إن هذه المنطقة من أروع الأماكن على مستوى جمهورية مصر العربية وليس محافظة الشرقية فقط، فالجو بها دائمًا يتسم بطقس معتدل وبها الهواء المٌنعش النظيف، وعندما كٌنا صغار كنا نذهب إلى منطقة الاستراحات ونلهو ونلعب، وفي شم النسم نخرج جميعًا للاستمتاع بالجو البديع بها ويأتي إليها الزوار من مختلف مراكز محافظة الشرقية ومن المحافظات المجاورة بل وأحيانًا وفود أجنبية، ولكن الآن إهمال المحافظة ومسئولي مجلس المدينة حولها إلى خرابة.

وتابع عبد العليم، وبدلا من أن يعملوا على تنظيف إهمالهم للمنطقة، وجز الحشائش وتنسيق الأشجار وترميم الاستراحة وتحويلها لحديقة عامة تدر دخل لهم، إلا أنهم الآن يقضون على كل أثر بالمنطقة بهدم الاستراحات وقطع الأشجار.

وقال أحد العاملين بالوحدة المحلية بقرية العباسة بمركز أبوحماد، رفض ذكر اسمه، إنه بأمر من المحافظ يتم الآن قطع الأشجار وسيتم هدم الاستراحات وتسويتها بالأرض لتحويل المنطقة الأثرية إلى مزارع سمكية وتأجيرها لأحد المستثمرين للاستفادة من دخلها تحت إشراف مديرة مشروع الثروة السمكية بالمحافظة.

وتابع أن هذه المنطقة تصل مساحتها إلى 10 أفدنة تقريبًا ومعظمها مزارع سمكية يتم تأجيرها لمستثمرين، وعندما كان يتم الاتفاق مع أي مستثمر كانت المحافظة تضع بندا هاما وهو محافظته على الاستراحات الأثرية وترميمها والاهتمام بالأشجار وعدم المساس بها، ولكن الآن بأمر مباشر من اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية يتم القضاء عليها.

وأكد، أنه إذا أرادت المحافظة الاستفادة من منطقة الاستراحات ماديًا فإنها تستطيع ذلك بدون هدمها، وذلك عن طريق الاهتمام بها وتحويلها لحديقة عامة ويتم فتحها مقابل رسوم للتنزه بها.

ومن جانبه أكد مسئولو محافظة الشرقية، أن ما يتردد عن هدم استراحة الملك فاروق شائعات لا أساس لها من الصحة، فالاستراحات ستظل موجودة ولن تهدم. 

وعن قطع الأشجار، علقت المحافظة قائلة إن هذه المنطقة مسئولية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ولا علاقة للمحافظة بها، والزراعة هي التي تقرر أي الأشجار يتم قطعها، للحفاظ على المظهر الجمالي للمنطقة والاستفادة منها كمنفعة عامة، وتطوير الإنتاج السمكي.
الجريدة الرسمية