رئيس التحرير
عصام كامل

امتى الزمان يسمح يا جميل؟؟


تلك الأيام أشتاق لبلدي الحبيبة مصر بشدة، فتلك الأيام مقدسة بشدة عند أي قبطي في مصر، بداية من الغد وإلى الأحد القادم، تبدأ صلوات أسبوع الآلام طبقًا للتقويم القبطي.


ومن يعرفني جيدًا يعرف أن هذا الأسبوع حتى لو لم أكن أذهب إلى الكنيسة في المطلق، فلا بد أن أذهب ذلك الأسبوع كاملًا، فذلك الأسبوع يتسم بروحانية ومعزة خاصة في قلبي وقلوب كل الأقباط، وبعض أصدقائي المسلمين ينتظرونه أيضًا كي يلعبوا بالسعف مثلي.

على الرغم من أنني انتقلت من المدينة التي أقيم بها في روسيا إلى العاصمة موسكو كي أحضر أسبوع الآلام بها، ولكني ما زلت مشتاق لهذا الأسبوع في مصر.

فأنا مشتاق لعرض "الملحمة" والذي يسبق جمعة ختام الصوم والتي كانت بالأمس، وأشتاق أن أرى تلك المواهب الموجودة في المسرح الكنسي، وتبذل مجهودًا رائعًا وكبيرًا كي يبهرون كل من هو في الكنيسة، ويشاهدهم وهم يؤدون العرض.

أشتاق كي أسمع لحن "أوصانا" أو "الجالس فوق الشاروبيم" والشعب كله يردده مع الشمامسة وهم يقولونه، وتشعر وكأن الكنيسة تحتفل بالفعل، وكأن الشعب انتقل قبل ألفين عام كي يكونوا ضمن الجموع المرحبة بالمسيح في أورشليم.

أشتاق كي أسمع صوت شيخ كهنة مصر "القمص يوحنا فؤاد" وهو يصلي طلبة المساء كل يوم في أسبوع الآلام، وأشعر وكأن السماء مفتوحة أمام ذلك الرجل لتدخل طلبته أمام الله، وكل الشعب يصليها خلفه بخشوع وإيمان بأن الله سيستجيب لهم.

أشتاق ليوم خميس العهد، وأنا أسمع وأردد لحن "ليل العشاء السري" ككل الشعب الحاضر في الكنيسة، وأشعر بعظمة الحان وتراث كنيستنا القبطية المصرية.

أشتاق للجمعة العظيمة، وهى جمعة صلب المسيح، وأرى في الكنيسة كل الشعب حاضرًا حتى لو لم يحضر أي يوم سابق، فهى لها طابع خاص عند الكل.

أما ليلة العيد فهى يشتاق لها قلبي وبشدة، بالطبع ليس تعلقًا بطعام أمي الشهي بعد قداس العيد، ولكن تعلقًا بالطقوس التي تجري في القداس وليلة العيد، فأنا أفرح كما الأطفال بتمثيلية القيامة، والتي تؤدى ليلة قداس عيد القيامة.

باختصار، أشتاق لكل ما هو مصري، فبالفعل الله يحفظ شعب مصر نظرًا لأن كل الشعب بكل أطيافه يعبدونه بقلبه وليس فقط باللسان، وأتذكر مقولة "امتى الزمان يسمح يا جميل"، امتى أرجع لمصر وأفعل كل ما كنت أفعله؟؟
الجريدة الرسمية