وقائع مباراة في الذكاء بين السيسي وترامب!
دعكم من الترحيب الحار والمصافحات المتكررة وبالرغم من أي دلالات واحترامنا لها لكن ليس هكذا تقاس قوة العلاقات بين الدول ولا هكذا نتعرف على نيات الآخرين ولا هكذا يكون التحليل السياسي أصلا.. لا تنظروا للصورة المباشرة التي كانت على الشاشات إنما انظروا بعمق للمشهد.. لا تنجرفوا وراء الإعلام الغربي والأمريكي تحديدا فله أهدافه الخفية مع كل سطر يكتبه في أي صحيفة..
الرئيس السيسي كان ذكيا عندما قدم هجوما مبكرا وتحدث عن فلسطين، فمن جانب يشير إلى خطورة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ولا ينتظر حتى يحدث ذلك وتتعقد الأمور تماما ليتحدث عن فلسطين.. لكن الأخطر أن الرئيس ترامب كان ذكيا أيضا ولم يتعهد بأي شيء يخص فلسطين!
كان الرئيس السيسي ذكيا أيضا بل دبلوماسيا يعرف أصول مطالبات الدول من الدول الأخرى فلم يتحدث عن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية واعتبره قرارًا يخص الإدارة الأمريكية، لكنه تحدث عن خطر الإرهاب في كل مكان وكان الرئيس ترامب أيضا ذكيا فأشاد بمعركة الرئيس السيسي ضد الأفكار المتطرفة وليس ضد التطرف فقط، لكنه لم يذكر تنظيمًا بعينه مسئولا عن خروج وظهور كل التنظيمات الإرهابية في العالم!
كان الرئيس السيسي ذكيا أيضًا عندما قال إن سقوط الدول الوطنية يسمح بتمدد وانتشار التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني ضرورة لملمة الأوضاع في «سوريا وليبيا» ودعم الجيوش الوطنية، وكان الرئيس ترامب ذكيًا عندما قال إن تعاونا عسكريا غير مسبوق سيتم بين مصر والولايات المتحدة!
الأسئلة الصعبة الآن هي: هل تحدث الرئيسان بشكل منفرد عن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية؟ والسؤال الأخطر: هل ستمنح أمريكا مصر دعمًا عسكريًا يخل بالتوازن مع العدو الإسرائيلي؟ هل سيقبل العدو بذلك؟ هل سيقبل به اللوبي الصهيوني وحلفاء إسرائيل بالولايات المتحدة؟ والسؤال الأخطر أيضًا: ماذا يعني روبرت ساتلوف، المدير التنفيذى لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عندما قال: "إن اللقاء كان بمثابة بداية جديدة بين البلدين اللذين يتقاسمان مصلحة في رئيس تعول عليه الولايات المتحدة"؟
عن أي شيء تعول أمريكا تحديدًا؟ عن الحرب على الإرهاب في سيناء؟ وهل الحرب في سيناء حرب لأمريكا أم لمصر في الأساس ؟ هل يقصد محاربة التطرف كما أضاف في كلامه؟ أن مصر تحارب الإرهاب قبل أن يفكر ترامب في الترشح أصلا! وإن كانت أمريكا جادة بمحاربة الإرهاب الذي نعاني نحن منه فأين قرار اعتبار الإخوان جماعة إرهابية؟! إذن هل لأمريكا مآرب أخرى ؟ ذاك هو السؤال..
على كل حال من حق أمريكا أن تحلم كما تشاء، كما أن من حق مصر أن تسعى لتحقيق مصالحها، وأن يكون ذلك هدفها الأول والأخير وكما تشاء أيضًا! وكما أن للمباراة بقية فللحديث بقية أيضًا!
ملحوظة: سنواصل حلقات "هكذا ضاعت ثروة المصريين وممتلكاتهم" بإذن الله!