رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «ملك وشاهندة» تتحديان قسوة الحياة ببيع الزهور

فيتو

في مشهد يروي معاناة البراءة تجلس الطفلتان مالك وشاهندة، تتخذان من ظل شجرة كبيرة مأوى لهما من أشعة الشمس، فتتسامران في أمور تبدو لهما مهمة ولكن إذا أمعنت النظر في ملامح وجهيهما، واحدة تخرج باقات الزهر من جوال بني متسخ وتفترش الأرض حولها به حتى تبدو وصديقتها ملكتين صغيرتين من عالم آخر تحاولان تبديل الواقع الصعب برائحة الزهور الربيعية.


والأخرى تأكل قطع دجاج أعطاه إياها أحد المارة، وتنظر حولها، تستجدي الزائرين الوافدين إلى مقابر السيدة نفيسة لشراء باقات الزهور، الباقتان بخمسة جنيهات.

للوهلة الأولى عندما تنظر إلى ملك وشاهندة، الطفلتان اللتان لا يتعدى عمرهما التسع سنوات، وملابسهما التي تحولت ألوانهما الطفولية لألوان أخرى بفعل بقايا الطعام والأتربة التي تهب عليها الرياح وهما جالستان في الطرقات، تجد وراء الملامح التي تبدلت وغاب عنها ألوان الطفولة الكثيرة، صراع من أجل البقاء قيد الطفولة، تتحدثان حول فستان الليلة الذي سترتديه إحداهما في عرس جارتها الليلة، وهل هو مناسب أم سترفض والدتها شراءه لأنه غالي الثمن و"الإيد قصيرة".

"إحنا بنيجي هنا كل جمعة نبيع الورد للي جايين يزوروا الميتين"، تبتسم ملك نصف ابتسامة وتقول هذه العبارات التي تختفي بعض حروفها وراء أسنان مملوءة بقطع الدجاج والخبز، فالجمعة فقط هو يوم عملهما، وجمع الأموال لمساعدة والدتيهما، أما باقي الأسبوع فتذهبان إلى مدرستيهما لاستكمال الدراسة بالمرحلة الابتدائية، آملين أن تتبدل أحوالهما بالتعليم والوصول إلى وظائف تنتشلهما من هذه الظروف الصعبة.
الجريدة الرسمية