عماد عبدالحليم.. حكاية فنان تبناه «العندليب» وقتله الهيروين
"وفجأة الشمس غابت و فجأة الحلم ضاع.. ورفع الشراع يقول وداع وداع.. وداع يا كل حاجة يا ضحكة الزمان.. العمر لا راح ولا جاه ولا كأنه كان"، بهذه الكلمات وجه المطرب "عماد عبد الحليم" رسالة وداع لجمهوره ومحبيه قبل وفاته وكأنه شعر بأن الموت لن يتركه يتمتع بهذه الحياة كثيرًا.
"عماد عبد الحليم"، المطرب الشاب الذي كسر القاعدة، ودخل عالم الفن من أوسع أبوابه في سن صغير، وابتسم له الحظ بعد أن اكتشفه العندليب الأسمر "عبد الحليم حافظ"، فتبناه فنيًا ومنحه اسمه، بعكس ما كان يفعله العندليب مع الوجوه الشابة، وكأنه قرأ على جبينه أنه من أصحاب النهايات المأساوية فقرر أن يساعده في الحصول على قدر من السعادة، أو ربما لأنه أحبه وتعلق به حتى أنه منحه كل شيء حتى لعنة الموت المبكر.
ولد "عماد عبد الحليم"، في 4 فبراير عام 1960، واسمه الحقيقي عماد الدين على سليمان، وهو شقيق الملحن محمد على سليمان، وعم المطربة "أنغام".
بدأ مشواره الفني، عندما كان يبلغ من العمر 12 عاما، حيث ذهب إلى وكيل الفنانين في الإسكندرية وتعاقد معه على العمل في الحفلات الرمضانية، وحصل على 30 قرشا يوميًا كأول أجر، وظل راضيًا بحاله غير آمل في الوصول لعالم الشهرة أو حتى الاقتراب من بابه، إلى أن رآه العندليب عن طريق الصدفة، وهو يغني في حفل زفاف الطبيب الخاص به في الإسكندرية، وعندما سمعه طلب منه الحضور إلى القاهرة ووعده بالدعم المادي والمعنوي والفني.
عرف عن "عماد"، أنه من أكثر من قدموا اللون الحزين في الغناء، حتى أنه يصعب أن تجد له أغنية ذات طابع شبابي خفيف، وفسر ذلك بنفسه، في أكثر من لقاء إعلامي، قائلًا: إنه يميل إلى الحزن في حياته بشكل عام، وهو ما يجعل الأغنيات الحزينة هي الأكثر نجاحا معه.
يعتبر "عماد"، هو أول من قدم سيرة العندليب الأسمر في التليفزيون، من خلال مسلسل حمل عنوان "العندليب الأسمر"، وشارك في بطولته كل من فردوس عبد الحميد، وشيرين، وحسين الشربيني.
على الرغم من رحيله في سن صغير، إلا أنه ارتبط اسمه بشائعتين، بطلتهما المرأة، تعلقت الأولى بالفنانة "نجوى فؤاد"، التي قيل إنه تزوج منها سرًا كي يسير على طريق معلمه الذي قيل أيضًا إنه تزوج سرًا من السندريلا "سعاد حسني"، لكن "نجوى" نفت هذه الشائعات مؤكدة أنها عقب انفصالها عن زوجها "الزغبي"، كان "عماد" أقرب صديق لها ولم تتعد علاقتهما مستوى الصداقة بسبب فرق السن بينهما، فهي أكبر منه بـ8 أعوام.
أما الشائعة النسائية الثانية في مشواره؛ ارتبطت بفنانة شابة في ذلك الوقت تدعى "سالي"، ونشبت شائعة عن وجود علاقة بينهما، بعدما ألقى القبض عليه برفقتها في 4 أبريل 1989، بتهمة تعاطي المخدرات في شقة المطرب، "أحمد محمد الكحلاوي".
وفي 20 أغسطس 1995، كتبت نهايته بطريقة مأساوية، وهو لم يتجاوز عمره الـ36 عاما؛ حيث تم العثور على جثته على الرصيف بجوار منزله وفي يده حقنة ملوثة ببقايا الهيروين.
وكان السؤال الشائع لدى المصريين، بعد وفاته، لماذا ينهى شاب مثله حياته بهذه الطريقة وهو يمتلك كل مقومات النجاح؟ وكانت الإجابة عند صديقته الوحيدة وابنة أخيه الفنانة "انغام"، التي أكدت أنه لم يكن محظوظا في حياته الشخصية، حيث إنه كان دائم الشعور بالوحدة والغربة، وهو ما أثر بشكل سلبي على حالته النفسية ودفعه في نهاية أيامه للنوم والهروب من العمل، والشعور بالزهد في كل شيء.