رئيس التحرير
عصام كامل

إرادة عمومية الصحفيين


مبروك للجمعية العمومية للصحفيين التعبير المستمر والمتكرر عن إرادتها الحرة في انتخاب نقيب جديد ونصف أعضاء المجلس.

حضر نقيب جديد هو الزميل الأستاذ عبد المحسن سلامة، وخرج من المنصب الأستاذ يحيى قلاش، وفى تقديري أن تحليل مضمون لخطاب كل منهما يمكن أن يكشف درجة تقارب وتشابه شديدين بينهما في تفاصيل كثيرة، لكن النقيب الجديد استطاع انتزاع المقعد في الساعات الأخيرة بتغيير وجهة نظر قطاع مؤثر بالجمعية العمومية، مقابل مثالية تقليدية لحملة قلاش لم تخدم دعم تمسك البعض باستمراره.


في المقابل، قررت الجمعية العمومية تغيير 4 مقاعد واختيار 5 أعضاء جدد للمجلس، بعد امتناع الزميل علاء ثابت عن الترشح، فأيدت بقاء الزميل جمال عبد الرحيم، وأعادت انتخاب الزميل محمد خراجة، فيما منحت ثقتها للزميل حسين الزناتي، والشباب الجدد محمد سعد عبد الحفيظ وعمرو بدر وأيمن عبد المجيد، ولكل منهم رؤيته الخاصة للعمل النقابي أزعم أن الأيام المقبلة ستكشف جوانبها، حال ابتعاد المجلس برمته عن التصادم والتنافر.

وخرج من المجلس الزملاء كارم محمود، صاحب أعلى الأصوات في آخر انتخابات خاضها، وحنان فكرى، مسئولة ملف التدريب لأربع سنوات كاملة، وأسامة داوود، الذي أخذ عليه البعض تمسكه بإدارة مشروع العلاج فقط منذ دخوله مجلس النقابة، وخالد البلشي، الذي حزن كثيرون على خسارته مقعده وقد كان ملء السمع والبصر في ملف الحريات والتسويات لأزمات زملاء مع مؤسساتهم الصحفية.

ولم يحظ زملاء رائعون رغم جهودهم الكبيرة وجولاتهم وحملاتهم المتميزة بتوفيق، فظهرت خسارة المجلس الزميل مختار شعيب، المهتم بملف التشريعات الصحفية، وهشام يونس، مطور الأفكار الإدارية للكيانات الكبيرة، ومصطفى عبيدو، صاحب حكم الحد الأدنى لأجور الصحفيين، ومحمد ربيع، صاحب الوعى الكبير بواقع الصحف الحزبية والخاصة والصحفيين الإلكترونيين، ورضوى عبد اللطيف المفاجأة الرائعة التي قدمتها مؤسسة "أخبار اليوم" للمهنة، ومعاطى سندوبي الداعم لضحايا الانتهاكات بأسلوب خاص، وأرباب ملف الخدمات الأكثر وعيًا باحتياجات الصحفيين محمد سويد ومحمد منير وبهجت الوكيل وغيرهم.

ربما لا تشغلني كثيرًا تعليقات البعض على ترشح 70 زميلًا وتشابه رؤى أغلبهم تجاه أزماتنا المعلومة للجميع، كما لم يشغلنى تفسير حصول عدد كبير منهم على أقل من 200 صوت، فهناك من يخوض التجربة للمرة الأولى وهناك من لم يدرك احتياجات إدارة حملة انتخابية وطرق كسب التأييد، مع صعوبة التواصل مع زملاء بعدد كبير من المؤسسات الصحفية، لكن شغلني تمامًا محاولة تفسير تقلب هوى قطاعات من الجمعية العمومية خاصة تجاه ترشيح النقيب.

ويعلق البعض بأن النتيجة منطقية لما تمتع به مرشحون من قدرة على عقد صفقات وإنجاز تربيطات على كل المستويات وبطرق غير تقليدية، كأن تجد مرشحين من ذوي الانتماء الناصري يستفيدون من كتل تصويتية بمؤسسات قومية كبرى عجز مرشحون منتمون لها عن غزو صحف حزبية وخاصة وخلخلة أصواتها، ربما عادلوا بها كتلة أكبر استطاعت مؤسسة بعينها تحريكها في اتجاه تأييد النقيب الجديد مع عضوين جديدين منها.

كما كانت حالة أيمن عبد المجيد المهتم بالشأن النقابي كتابة ونشاطًا وبملف التشريعات إفرازًا وتحقيقًا، استثنائية في انتخابات لم تمنح للشباب غير المسيس فرصًا كاملة، فكسر القاعدة وأكمل رصيده من تجربة الترشح الأولى له ليكون بين الستة الجدد.

ربما يحاول البعض تفسير خروج قلاش والبلشي من المجلس وكأنه موقف يراد معه تجريدهما من حصانة غير حاضرة فعليًا، قبل النطق بالحكم في القضية السبت المقبل، والمتهم فيها السكرتير العام المعاد انتخابه أيضًا، لكنه أمر مردود عليه بأن انتصار الجماعة الصحفية لأبنائها في أزمة اختلقتها أطراف أخرى، سيظل سمة لا تغيرها أو تطغى عليها رهانات المناصب.

إرادة الصحفيين وحدها أتت بالتشكيل الجديد وستستمر لأجل الحفاظ على هيبة النقابة والارتقاء بالمهنة ورفع مستوى ممارسيها الفني والمادي والاجتماعي والاقتصادي، وتلك أولويات لو يدركها أعضاء المجلس والنقيب الجديد، لابتعد الحديث عن الاستقطاب وغاب اللغو السياسي داخل أروقتها.
الجريدة الرسمية