رئيس التحرير
عصام كامل

«ترويض الرجل».. حملة نسائية تثير غضب الذكور.. مؤسسة الحملة: القضاء على الطلاق أبرز الأولويات.. خبير أسري: مصطلح غير لائق.. وسعاد صالح تؤكد: الرجل ليس حيوانا ليتم ترويضه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تمتلئ قاعات محاكم الأسرة بآلاف القضايا الأسرية التي تتعلق بالعنف ضد المرأة، بشكل دفع العديد من الحقوقيات إلى تشكيل حملات تهدف إلى إقناع الأزواج والرجال بشكل عام بضرورة احترام المرأة، ومعاملتها بالشكل اللائق، وكان من ضمنها حملة بعنوان «ترويض الرجل»؛ ولكنها أثارت الجدل بشكل واسع؛ بسبب المسمى الذي استخدمته، واعتبره البعض تقليلًا من شأن الرجل.


تفاصيل الحملة

وكانت بداية الحملة عن طريق زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية ومؤسسة الحملة، التي أكدت أن عملها فرض عليها الاستماع لمشكلات أسرية متعددة، وبالأخص السيدات، موضحة أن الحملة تهدف إلى عودة الدفء الأسري إلى الأسر المصرية من جديد، بإيجاد أفضل الطرق لتعامل الزوجات مع أزواجهن.

وتوضح مؤسسة الحملة في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أنه من أولوياتها القضاء على الطلاق، والكشف عن نقاط القوة والضعف في الرجل بكل صراحة، مشيرة إلى أنها تلقت عشرات المشكلات التي تعاني فيها السيدات من القهر، وهنا يظهر دور الحملة في تقديم حلول عملية لتلك السيدات، وتخليصهن من معاناتهن.

انتقادات الحملة

وتعرضت الحملة إلى انتقادات شديدة من قبل الرجال، الذين رفضوا إطلاق مصطلح الترويض، وهو ما علقت عليه مؤسسة الحملة بأن مصطلح الترويض لا يشبه الرجل بالحيوان؛ ولكن المقصود هو التدريب والتمرين، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى وقفة من المجتمع لإيقاف إهانة الرجل للمرأة من الناحية البدنية واللفظية.

مصطلح غير مناسب

من ناحيته، استنكر عبد الحميد إبراهيم، الخبير الأسري، استخدام لفظ الترويض في الترويج للحملة، موضحًا أن النجاح في الحياة الزوجية يتوقف على بحث المشكلات التي يعاني منها الأزواج، ووضع أفضل الحلول المناسبة للتعامل معها، لافتًا إلى أن المرأة في الغالب تكون أقوى من الرجل وتستطيع التعامل مع المشكلات دون أي مجهود.

تقليل من الأزواج

وفي هذا السياق، انتقدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تلك الحملة، موضحة أن بعض الناشطات أطلقن حملة باسم «ترويض الرجل»؛ ولكنها لا تنظر للمرأة والرجل باعتبارهما جسدًا واحدًا، كما قال الله تعالى: «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».

وأضافت أستاذ الفقه المقارن، خلال برنامجها «فقه المرأة»، المذاع عبر فضائية «الحياة»: «أن مصطلح ترويض الرجل لا يقبله أي إنسان كرمه الله لأننا لا نتعامل مع حيوانات ولكن نتعامل مع إنسان كرمه الله تعالى وزوج مسئول أوجب الله عليه واجبات وحدد له حقوق».

وتابعت: «استطلعت رأي الشارع المصري في حركة ترويض الرجل، والنتيجة كانت أن اسم الحركة أصلا لا يليق لأن الزوج ليس حيوانا والعلاقة الزوجية ليست بين حيوانات حتى نسميها بترويض الرجل ورفضت تمامًا من الأزواج، والكثير فضل ألا يتدخل بين الزوجين أحد في حل مشكلاتهما أو أسرارهما العائلية والشخصية».
الجريدة الرسمية