رئيس التحرير
عصام كامل

فيروس «سي» و«الفشل الكلوي» أكثر الأمراض انتشارا بالشرقية «تقرير»

فيتو

الإصابة بفيروس سي والفشل الكلوي من أكثر الأمراض انتشارًا بين الأهالي في قرى ومدن محافظة الشرقية، حيث أصبح المرضان مشكلة قومية من ضمن الأمراض المزمنة التي يعاني منها الشراقوة، ويزداد بصورة خطيرة في المجتمع الشرقاوي. 


ووصل عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي في محافظة الشرقية ما لا يقل عن 30% من سكان المحافظة، فيما تعدت الإصابة بفيروس سي "الـ45 %، وذلك وفقًا لأحد المصادر الطبية بالمحافظة، نتيجة ما يتعرض له الأهالي من تلوث لمياه الشرب واختلاطها بالصرف الصحي، فضلًا عن تلوث مياه الري بالصرف الصحي ومخلفات المستشفيات نتيجة إهمال المسئولين.

ففي قرية قصاصين الشرق التابعة لمركز أولاد صقر بالشرقية، يٌعاني الأهالي من إلقاء مخلفات الصرف الصحي بترعة " القصبي" التي تمر بالقرية، وتروي جميع الأراضي الزراعية بها ما يٌسفر عن تسمم المحاصيل وتلوثها، ما يؤدي إلى إصابة المواطنين ممن يتناولون هذه المحاصيل بالفشل الكلوي، فضلًا عن إصابة المزارعين بفيروس سي، نتيجة تعاملهم مع المياه الملوثة أثناء ري الأرض الزراعية والعمل بها.

يقول ممدوح عبد العزيز أحد أهالي القرية، إننا بالقرية وتوابعها نصل إلى 100 ألف نسمة، ومع ذلك نعاني من مشكلات كثيرة، تحرمنا من العيش بآدمية، ومن أهم هذه المشكلات عدم وجود شبكة للصرف الصحي، وعدم وجود مياه لري الأراضي الزراعية والتي تصل لآلاف الأفدنة حيث إننا بأطراف شمال محافظة الشرقية، والتي تندر بها المياه، مع عدم نظافة مياه الشرب والتي تقطع لفترات طويلة.

وتابع، كلنا بنروي أرضنا الزراعية من ترعة القصي التي تمر بالقرية، ونحن نعلم أنها مياه صرف صحي، وجميع أهالي القرية قاموا بفتح مواسير الصرف الصحي بالترعة، لعدم وجود شبكة صرف صحي، فضلًا عن قيام مستشفى أولاد صقر بإلقاء مخلفاتها بالترعة لعدم وجود صرف بها، ولقربها من الترعة.

واستطرد قائلًا، نعم نعلم أن مياه الترعة لا تصلح لري الأرض الزراعية، وإنها تٌسمم المحاصيل وتقتل خصوبة الأرض وتقلل الإنتاج، وتنقل الأمراض الخطيرة لنا، ولكن ماذا نفعل؟ مفيش عندنا مياه لري الأرض وإذا لم نرو الأرض المحاصيل هتموت، لهذا نرويها بمياه ملوثة أفضل من أن لا نزرع ونموت نحن وأولادنا من الجوع، فدخلنا الوحيد هو بيع المحاصيل الزراعية كل دورة زراعية، وبغير هذا لن نجد لقمة عيش، وياريت في حد من المسئولين بيسأل أو يعرف ما نٌعانيه.

وقاطعه عبد العظيم محمد " مزارع "، والله حرام اللي بيحصل فينا ده، احنا وولادنا بنموت ومحدش حد من المسؤلين حاسس بينا، ولا بيسأل فينا، القرية بها أكثر من 20% مصابين بالفشل الكلوي بينهم قريبتي لم تتعد الـ 23 عامًا "، مصابة بالفشل الكلوي بسبب الأكل الملوث، والمياه غير النقية.

وفي مركز الحسينية يقول نبيل أحمد، إن قسم البيئة بمجلس مدينة الحسينية خارج الخدمة فالموظفون على الأوراق فقط، ولا توجد متابعة منهم على المجاري المائية؛ مما يؤدي إلى تفاقم الكوارث.

ولفت إلى أن هناك معاناة من قبل 36 قرية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، فهم يموتون عطشًا نتيجة افتقادها لقطرة مياه نظيفة، حيث لم تدخل المياه إلى قراهم حتى الآن، بسبب إهمال المسئولين وتضارب الاختصاصات وإن قرى المركز جميعها تشتري مياه الشرب الجركن الواحد بسعر 2 جنيه، نظرًا لتلوث المياه والذي وصل في الفترة الأخيرة إلى 4 جنيهات، وتعرض العديد من المواطنين لأمراض الفشل الكلوي مؤكدًا أن مشكلة مياه الشرب أصبحت مزمنة وليس هناك بارقة أمل في حلها، خاصة أنها مشكلة أكثر من 36 قرية بمركز الحسينية.

ومن جانبه أكد أحد المصادر الطبية بمديرية الصحة بالشرقية، أن من أكثر الأمراض المنتشرة بين الأهالي في محافظة الشرقية، هو مرض فيروس سي والفشل الكلوي، لافتًا إلى أن كلا المرضين من أهم أسبابهما تلوث المياه والأطعمة، وهذا ما تشهده العديد من قرى محافظة الشرقية.

لافتًا إلى أنه كان قد تم تسجيل إصابة أكثر من 45% من سكان المحافظة بفيروس سي العام الماضي، فيما تم تسجيل إصابة ما يقرب من 30% من سكان المحافظة بالفشل الكلوي.
الجريدة الرسمية