رئيس التحرير
عصام كامل

رد أموال تعليمك المجاني للشعب يا وزير الصحة!


هل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يهاجم زعيمًا راحلًا فقال إنه جعل "التعليم والعلاج كالماء والهواء"؟!، هل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يهاجم زعيمًا راحلًا فوصفه أنه من وفر لشعبه التعليم المجاني الحقيقي والعلاج المجاني الحقيقي؟! وهل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يناقش أزمة اختفاء الدواء المصري وارتفاع أسعاره فيهاجم الزعيم الذي أقام قلعة للصناعات الدوائية في مصر قبل أن يدمرها من جاءوا بعده؟ وهل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يهاجم زعيمًا راحلًا فوصفه بالقدرة على توفير العلاج، والتعليم لملايين المصريين بلا قروض وبلا معونات أمريكية، وبلا دعم ومنح عربيه وبلا عجز في الموازنة العامة؟ وهل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يهاجم زعيمًا راحلًا فقال إنه وفر للشعب ما لا يستطيع هو نفسه توفيره للشعب نفسه؟ أومال لو أراد الوزير نفسه مدح الزعيم نفسه فماذا سيقول عنه؟!! إيه العبقرية دي يا سعادة البيه؟!!


الوزير هو أحمد عماد وزير الصحة، واحد ممن تربوا على النوم مبكرًا وشرب كوب اللبن الدافئ قبل النوم، ليذاكر جيدًا وينجح بمجموع كبير ليلتحق بواحدة من كليات القمة في مصر ولا يفعل غير ذلك.. لا علاقة له من قريب أو من بعيد بالقراءة خارج المنهج الدراسي، ولا شأن له بما يجري في بلاده إلا أن كان مرتبطًا بالمنهج الدراسي كزيارة المتاحف وحدائق الحيوان.. وربما كان ذلك حال الكثيرين ممن التحقوا بالطب في مصر رغم أن نسبة كبيرة ممن تخرجوا من هذه الكليات من كبار المثقفين في بلادنا، وكثيرون منهم تولوا وزارة الصحة فيها من الدكتور النبوي المهندس للدكتور حلمي الحديدي إلى الدكتور فؤاد محيي الدين وغيرهم وغيرهم..

وكان نقيب الأطباء الكبير الدكتور حمدي السيد، كذلك وكلهم امتلكوا حسًا سياسيًا وذكاءً اجتماعيًا ومنطقًا دبلوماسيًا، أما أحمد عماد فكان ممن تربوا على الاهتمام بالشأن الخاص لا يعرف من الشأن العام إلا حواديت وثقافة سمعية تأتيه سريعًا من المحيطين أو بعض البرامج التليفزيونية، ومن أعاجيب القدر أن يتولى في مساء غير سار مسئولية الصحة في البلد العريق ورعاية أبنائه وطبقاته الشعبية العريضة!

ونعود للدهشة.. فهل رأيتم وزيرًا في العالم أراد أن يهاجم زعيمًا راحلًا فينسى الوزير أن الدستور الحالي الذي أقسم على صيانته والالتزام به يقرر مكاسب أساسية للمصريين، ويضمن لهم العلاج والصحة وبأقصى درجات الجودة؟! والآن نقول: إن كان وزير الصحة تعلم مجانيًا في مدارس عبد الناصر فعليه أن يكون شجاعًا ويرد للدولة ما أنفقته عليه طالما لا تعجبه ويرفضها ويهاجمها.. وإن كان تعلم منذ صغره في تعليم خاص ولم يحتك بطبقات الشعب المصري فكيف أصلا يتولى هذا الموقع الذي يحتاج إلى "بني آدم" حقيقي قبل أن يكون أستاذًا في الطب لم يقرأ غير كتبه ولم يشارك في العمل العام ولم يمارس السياسة ولم يفعل إلا شرب اللبن قبل النوم وقراءة المناهج الدراسية والعكننة على المصريين والفشل في إرضائهم والقيام بواجبه تجاههم !!
وللحديث عنه بقية!!

الجريدة الرسمية