رئيس التحرير
عصام كامل

4 جماعات إرهابية للقاعدة تهدد دول المنطقة.. تضم 10 آلاف إرهابي.. ثلاثة معسكرات سرية في جنوب ليبيا.. «مثلث السلفادور» مركز التسليح والتدريب.. وأتباع الظواهري يهددون مصر

جماعات لتنظيم القاعدة
جماعات لتنظيم القاعدة

أربع جماعات لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء تشكل تهديد لدول المنطقة، ومصر ليست بعيدة عن أنشطتها.

وفي 3 مارس أعلنت أربع من أكبر الجماعات المتشددة في شمال مالي، الاندماج في تنظيم واحد جديد تحت اسم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” تحت لواء تنظيم القاعدة.


وأعلنت جماعات وكتائب "إمارة منطقة الصحراء، والمرابطون، وأنصار الدين، وكتائب ماسينا"، الاندماج في الجماعة الجديدة، وظهر قادتها على منصة واحدة خلال إعلان الجماعة الجديدة.

واختارات الجماعات المندمجة أمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي أميرا لها، مجدد المبايعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.


جيش القاعدة
يعد تحالف 4 جماعات متطرفة تحت راية القاعدة، بمثابة قوة كبيرة حيث يبلغ عدد الجماعات الاربعة أكثر من 10 آلاف عنصر، وهو ما يعد بمثابة جيش للقاعدة في منطقة الساحل والصحراء.

ويشكل "مثلث السلفادور" الواقع بين مالي والجزائر والنيجر، أحد أهم معاقل التحالف الجديد حيث يعد معبر ومعسكر تدريب لمقاتلي التنظيمات الإسلامية المتطرفة، والتي ينشط فيها تنظيم حركة أنصار الدين والمرابطون وغيرها من الحركات المتطرفة.

وذكر تقرير استخباراتي، وجود ثلاثة معسكرات سرية في جنوب ليبيا حيث يتم تجنيد مئات الجهاديين من شمال أفريقيا، وأفريقيا الوسطى وغربها إضافة إلى جنوب الصحراء الكبرى وتدريبهم ليتم إرسالهم فيما إلى شمال مالي أو سوريا أو العراق.
كما شكل "مثلث السلفادور" معبر تهريب الأسلحة التي نهبت من ترسانة الجيش الليبي عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.

وأسست جماعة أنصار الإسلام والمسلمين، مؤسسة إعلامية باسم "الزلاقة"، تولت إصدار الشريط الجديدة، وكذا صور الاجتماع الذي أعلن فيه الاندماج.


اللعب على العرقيات
ويشكل إعلان الجماعة الجديدة، والشخصيات التي ظهرت على منصتها، ونوعية اختيار الأمير "اياد اغ غالي"، خطوة متقدمة من الحركات الجهادية في سبيل إثبات تغلغلها في النسيج الاجتماعي المحلي في الشمال المالي، ومناطق نفوذها بالساحل والصحراء، وكذا سعيها لإيجاد حاضنة شعبية لها في المنطقة.

وكشف اندماج الفصائل الأربعة عن وجود ممثلون عن القوميات الأساسية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء، حيث حضور ممثلين من عرقية "الطوارق"، و"فلان"، و"العرب"، إضافة لتمثيل المقاتلين الوافدين على المنطقة من دول الجوار أو مختلف مناطق العالم أو ما يسمي "المهاجرين" في أدبيات الجماعات الجهادية.

الدول المستهدفة
تمتد منطقة عمليات تحالف القاعدة الجديد، الذي يتخذ من مالي مقرا له كلا من ليبيا والجزائر في الشمال، والنيجير في الشرق، وبوركينا فاسو وساحل العاج في الجنوب وغينيا والسنغال وموريتانيا في الغرب، بالإضافة إلى دول كنيجيريا والتشاد.

وأغلب هذه الدول تعاني من وجود عمليات الجماعة المتشددة الموالية لتنظيم القاعدة، وهو ما يجعل تحالفها يشكل تهديدا للأمن واستقرار هذه الدول.

ولدى تنظيم القاعدة مجموعات ناشطة في شمال مالي وليبيا والنيجر، وقامت بالتوسع إلى بوركينا فاسو في الشهور القليلة الماضية. وفي 2016، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات استهدفت سلسلة من الفنادق والمنتجعات التي يرتادها الأجانب في واجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو.
وشكلت"مثلث السلفادور" مقرات دعم لوجستي للحركات الجهادية في تلك المناطق كان آخرها والمعلن عنه هو الدعم الذي قدمه متطرفون لجماعات إرهابية هاجمت حقل الغاز في آن أمناس بالجزائر في يناير 2013، والذي راح ضحيته 37 أجنبيا.

أول عمليات التحالف
وامس السبت تبنى تحالف لجماعات موالية لتنظيم القاعدة المسئولية عن هجوم أدى إلى مقتل 11 جنديا بالقرب من حدود مالي مع بوركينا فاسو، في هجوم هو الأول من نوعه للتحالف.
وأعلنت تنظيمات اندماجها تحت اسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" عبر شريط فيديو بث بداية الشهر الحالي، ويظهر في الشريط خمسة من قادة التنظيم يجلسون معا بقيادة اياد أغ غالي من منظمة "أنصار الدين".

مصر هدف محتمل
في ظل الفوضى التي تضر ليبيا وحرب المليشيات في الغرب وغياب وجود الدولة في الجنوب، مع حرب شرسة يخوضها الجيش الليبي في الشرق ضد بقايا الجماعات المتطرف، تبقي ليبيا خطرا على الدولة المصرية، مع وقوع أكثر من عملية إرهابية في الحدود الغربية لمصر.

وتاريخيا ارتبط الجنوب الليبي بالانفلات الأمني وبتحرّكات العناصر المشبوهة، فهو يعد منطقة مفتوحة عجزت الدولة الليبية المنهارة بعد2011 على بسط سيطرتها الأمنية عليه، حيث الطرقات الصحراوية التي تمكنهم من حرية التنقل والنشاط وحيث مسالك التهريب التي تضمن لهم الحصول على التمويل من جنوب شمال مالي والتي تعد معقل تحالف القاعدة الجديد.

وكانت تقارير استخباراتية غربية متعددة، أشارت إلى وجود عدد من قيادات القاعدة في جنوب ليبيا منها مختار بلمختار زعيم جماعة "المرابطون" وإياد آغ غالي زعيم جماعة "أنصار الدين " الذي أصبح يمتلك قاعدة في جنوب ليبيا، وعبرت التقارير ذاتها عن خشيتها من أن تصبح هذه المنطقة مركزا لانطلاق هجمات إرهابية سواء داخل ليبيا أو في دول الجوار وفي مقدمتها مصر والجزائر وتشاد والنيجر.






الجريدة الرسمية