هيبتا «البداية»
في سفر الأمثال في الكتاب المقدس آية تقول: "الحكمة بنت بيتها نحتت أعمدتها السبعو"، وللحق، أرى أن تلك الآية بالفعل تنطبق على النفس البشرية المتزنة، فالله عندما خلق النفس البشرية المتزنة ثبت لها سبعة أركان أساسية لا بد أن يكونوا متساويين في النجاح وفي كل شيء، حتى لا تختل النفس ويصاب الشخص بالأمراض النفسية المعروفة كالاكتئاب أو اليأس أو الملل... إلخ.
لذلك لم أجد عنوانًا لسلسلة المقالات هذه أروع من "هيبتا" ولكن بالطبع "هيبتا" هنا غير "هيبتا" الفيلم أو الرواية التي كان كتبهم العزيز محمد صادق، ولكن "هيبتا" هنا نظرًا لأننا سوف نتناول في عدة مقالات السبعة أركان للحياة النفسية المتزنة، وكيف تستطيع أن تحقق فيها النجاح الذي تتمناه وكيف تحقق التوازن الناجح أو التوازن بين كل الأركان دون أن يقل الاهتمام بأحد الأركان على حساب الأركان الأخرى.
وفي البداية دعوني أخبركم بالأركان السبعة التي سنتكلم عنهم (روحاني، ذاتي، صحي، عائلي، اجتماعي، مهني مادي)، وبالطبع سنتحدث اليوم في أول ركن، والذي يعتبر أقوى الأركان، وهو الركن الروحاني أو دعني أسألك عزيزي القارئ سواء مسلم أو مسيحي، فين ربنا في حياتك؟؟
نحن شعب من المعروف عنه أنه متدين بطبعه، ولكن بالفعل أصبحنا نتذكر ربنا فقط في وقت الضيقة أو الحاجة لكي فقط يعيننا ويحل لنا كل المشكلات التي نقع فيها نحن، فأنا أتذكر أيام الثانوية، أن قبل الامتحانات بأسابيع قليلة ربما لا تتعدى الثلاثة أسابيع، وجدت أن معظم أصدقائي صاروا ينشرون آيات وترانيم أو ابتهالات طوال اليوم، ولو كلمت أحدًا منهم يا أما في الكنيسة أو الجامع حسب دينه! منذ متى وذلك الإيمان أنا لا أعرف! فلذلك دعني أسألك هل أنت فعلًا تعرف الله وتعبده دائمًا أم فقط إيمان مناسبات؟؟
لا شك أن الحياة متاعبها كثيرة ولا بد أن تعمل طوال اليوم، لكن ماذا ستستفيد عندما تجتهد في الحياة دون أن ترضي رب الحياة؟؟ صدقني إن الصلاة والإيمان هما اللذان يصنعان العجائب على مر التاريخ، صلى موسى-عليه السلام- فشق له البحر، صلى يوسف -عليه السلام- فتحول من عبد إلى عزيز مصر.
يا صديقي لا بد أن تهتم بحياتك مع الله كما تهتم بكل شيء في حياتك، فكما قال الراحل إبراهيم الفقي -رحمه الله- إن كنت مع الله فأنت مع القوة العظمى.
Facebook.com/Pwagih1