رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «شروق وملك» براءة الطفولة تتحدى شقاء الحياة

فيتو

"قد يفتح الباب ذات يوم تحية لمن يخوضون الحياة ببراءة الأطفال، وطموح الملائكة"، هذه العبارة التي كتبها الروائي الراحل "نجيب محفوظ" في ختام إحدى رواياته منذ سنوات عدة، ترجمها نصًا وجهان بسيطان الملامح حادان النظرات.


«شروق وملك» طفلتان في عمر الزهور، سمرة ملامحهما تدل على أنهما تنحدران من أصول جنوبية وكذلك لهجتهما في الحديث، اختارهما القدر صدفة أن تذهبا بصحبة والدهما وهو يحصل قوت يومه ويرعى غنمه فيذهب بهما كل يوم إلى منطقة الهرم بالجيزة ليحصل على رزقه ورزق بنتيه.

بعد أن أنهكهما التعب والرعي أرادتا أن تستندا إلى أحد جدران المباني المتناثرة في الشارع لتستظلان من حرقة الشمس التي تعبث بجسديهما النحيلين لأبعد الحدود، فيريد القدر أن يكمل مهمته، كما ارتسمت ويجعل هذا الجدار هو أحد الجدران الأربعة لحضانة "عصافير الجنة"، هذا المكان الذي يبعث على البهجة ما إن مررت أمامه فأصوات الصغار وهم يقضون فترة الاستراحة فوق الأرجوحة أو على الحشائش، أشبه بتغريدة العصافير الصغيرة.

"إحنا بنقف هنا علشان نتفرج على الأطفال وهما بيلعبوا، لكن إحنا مش في الحضانة.. إحنا بتوع الغنم"، هذه الطفلة التي لم يتعد عمرها العشر سنوات أرادت بكل ما أوتيت من إصرار الطفل وعزيمة راعي الغنم، أن تطوّع حلمًا بعيد المنال وتذهب هي إلى سبيل تحقيقه مادام قد تأخر في المجيء إليها وأختها، فكلما فرغت من رعاية الغنم تذهب هي وأختها الصغرى وتستندان إلى جدار الحديقة المزين بالرسوم الكارتونية وكأنها جنتهما الصغيرة، في واقع يعز عليه أن يمنحهما قسطًا من مظاهر الطفولة وبعدها يسلبهما إياها كما يشاء.
الجريدة الرسمية