رئيس التحرير
عصام كامل

أقباط العريش في الشرقية: نعيش على صوت الرصاص منذ سنوات

فيتو

"الإرهابيين بقالهم سنين بيقتلوا الأبرياء.. والآن يلعبون على خيط الفتنة بقتلنا وإرهابنا".. بهذه الكلمات بدأ "أقباط العريش" الذين أتوا إلى محافظة الشرقية حديثهم لـ"فيتو"، وبدأوا يلتقطون أنفاسهم اللاهثة من الخوف والرعب والتعب في آن واحد، آملين في حياة أكثر أمنًا في المحافظات التي تم تهجيرهم قسرًا إليها، ومن بينها الشرقية.


"سنين عايشين على صوت الرصاص والانفجارات، ولم نفكر في ترك منازلنا".. بهذه الكلمات بدأت معنا عايدة فايز حكيم "58 عاما"، إحدى النازحات الأقباط من العريش حديثها قائلة: "نعيش أنا وزوجي وبناتي في العريش منذ 37 عامًا، ولم تواجهنا أي مشكلات وكنا نعيش في سعادة وأمن وأمان، ولكن منذ ثورة يناير ونحن نعيش على الخوف من أصوات الرصاص والانفجارات، ومع ذلك أيضا لم نفكر في ترك منازلنا".

وأضافت أن الإرهابيين عندما رأوا شجاعة المواطنين وأنهم لا يكترثون لهم، قاموا بالإقدام على اللعب على خيط الفتنة، وذلك بقتل الأقباط بالعريش وتعذيبهم أمام أعين عائلاتهم.

وقال المهندس ميلاد صدقي "63 عامًا" قائلا: "منهم لله الإرهابيين عيشونا في خوف ورعب، وجعلونا نخشى النوم حتى لا يأتون إلى منازلنا ويقتلوننا ونحن نائمون".

وتابع ميلاد: أعمل كبير الإخصائيين الزراعيين بالعريش، وزوجتي ربة منزل، ولدينا بنتان "ميرفت"، إخصائية صحافة بمدرسة ابتدائية، و"مريم" تعمل بالعلاقات العامة بديوان عام محافظة العريش، ومنذ معاهدة السلام ونحن نسكن بالمدينة، ولم نشعر بأي شيء سوى بالسعادة والأمن، ولكن السنوات الماضية ومنذ انتشار الإرهاب في سيناء، ونحن نعيش في رعب مما سيحدث لنا، وزاد هذا الرعب فور تصيد الإرهابيين للأقباط، فقررنا ترك المحافظة خوفًا على بناتي وزوجتي أن يقعوا في أيدي الإرهابيين، أو أنهم يهجمون علينا في منزلنا ويقتلوننا كما فعلوا في غيرنا".

واستطرد قائلًا: منهم لله دمروا حياتي وحياة بناتي، فنجلتي مريم كان من المقرر الاحتفال بزفافها خلال الشهرين القادمين، ولكن بعد أن هاجرنا وتركنا العريش فلن نستطيع أن نقيم العرس، وكيف نفرح ونحن مكلومون وضائعون في محافظة أخرى لا نعلم فيها شيئا، بالإضافة إلى بعدنا عن أصدقائنا وحبايبنا".

وأضاف أحد النازحين الأقباط لمحافظة الشرقية عاطف عبد السيد شحاتة، 55 عامًا: "كنا نعيش في سلام وأمان بالعريش، وكنت سعيد جدا أنا وزوجتي بالمعيشة هناك، حيث إن منزلنا كان مجاورا للبحر، ومن حُبنا للمدينة لم نفكر في تركها والعودة إلى محافظتنا الأم الشرقية".

وتابع عاطف: "عقب قيام الإرهابيين بقتل أحد الأقباط هو وابنه وإشعال النيران بهم داخل منزلهم فقط لأنهم أقباط، لم نستطع أن نتحمل حالة الرعب الذي تملكتنا، فسارعت أنا وزوجتي ثاني يوم من الواقعة، بتحضير حقائبنا والهروب من المنطقة التي نسكن بها (المساعيد)، وأتينا إلى محافظة الشرقية".

واستطرد قائلا: "أنا وزوجتي من محافظة الشرقية، ولكننا نعيش في العريش منذ 15 عامًا، حيث تم نقلي من مدرسة الشهيد طيار بشارع فاروق في مدينة الزقازيق، إلى مدرسة حي المساعيد، وعقب وصولنا إلى هناك تم تعيين زوجتي عايدة في نفس المدرسة". مطالبا محافظ الشرقية أن يتم نقله مرة أخرى لذات المدرسة التي كان يعمل بها قبل انتقاله إلى العريش.

فيما طالبت مريم وديع موسى إحدى النازحات من العريش إلى محافظة الشرقية، المحافظ بتوفير شقة لتسكن بها، مع تعيينها بذات عملها كفني صيانة أجهزة طبية بمديرية الشئون الصحية بشمال سيناء.

ومن جانبه قال اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، إن المحافظة استقبلت 8 أسر قبطية تضم 33 فردا، وهم: أسرة عاطف عبد السيد شحاتة حنين، متزوج ويعول 4 أفراد، أسرة تامر مجدي ناصيف يعقوب متزوج ويعول 5 أفراد، أسرة ماجد مجدي شوقي متزوج ويعول 5 أفراد، أسرة سامح لطفي عوض الله متزوج ويعول 5 أفراد، أسرة ميلاد صدقي أسطفانوس متزوج ويعول 4 أفراد، أسرة وديع نسيم سليمان متزوج ويعول 4 أفراد، أسرة عفاف سليمان عوض أرملة وتعول 3 أفراد، أسرة رامي سلامة عبد الله متزوج ويعول 3 أفراد.

أوضح محافظ الشرقية أن الأسر القادمة من مدينة العريش ستلقى الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة بخلاف إنهاء كافة الإجراءات التي تتعلق بعملهم أو الدراسة لأبنائهم.

وصرح محافظ الشرقية أن أسرة عفاف سليمان عوض قد استلمت اليوم وحدة سكنية من الوحدات السكنية المخصصة من المشروع القومي للإسكان بمركز الزقازيق لتقيم فيها هي وأسرتها لعدم وجود مسكن لها بمدينة الزقازيق.
الجريدة الرسمية