رئيس التحرير
عصام كامل

معارك عمر عبد الرحمن مع رؤساء مصر.. أفتى بعدم جواز صلاة الجنازة على عبدالناصر.. أحل دم «السادات».. حصل على البراءة في عصر «مبارك».. و«مرسي» يتعهد بالإفراج عنه في أول خطاب

عمر عبد الرحمن، الزعيم
عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية

رحل عن عالمنا اليوم، عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، عن عمر يناهز 79 عاما، خلال وجوده بالولايات المتحدة، لقضاء عقوبة السجن مدى الحياة، لتورطه في تفجيرات نيويورك وتفجير مركز التجارة العالمي.


الشيخ الذي توفى في سجون أمريكا له الكثير من المعارك التي خاضها مع رؤساء مصر من أجل فرض أفكاره المتطرفة وذلك قبل رحيله إلى الولايات المتحدة ثم سجنه فيها بعد ذلك.

معاركه مع عبدالناصر
بداية عمر عبد الرحمن المولود في 3 مايو 1938 كانت من خلال كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، ليتم تعيينه بوزارة الأوقاف إمامًا لمسجد بإحدى قرى الفيوم، ثم حصل على الماجستير وعمل معيدًا بالكلية.

وفي تلك الفترة ظهرت أفكاره المتطرفة ما أدى إلى إيقافه عن العمل ونقله من وظيفة معيد بالجامعة إلى إدارة الأزهر بدون عمل محدد ما أدى إلى كراهية المعيد الشاب لجمال عبد الناصر حتى أنه أفتى بعد وفاة الزعيم الراحل بعدم جواز صلاة الجنازة عليه.

معاركه مع السادات
فتوى «عمر عبد الرحمن» ضد «عبد الناصر» لم تكن تمر مرور الكرام فتم اعتقاله من قبل الرئيس السادات بمجرد توليه الحكم، وخلال تلك الفترة استطاع «الشيخ» الحصول على دكتوراه وتم تعيينه في فرع الجامعة بأسيوط.

وخلال فترة وجوده بجامعة الأزهر، شن هجومًا ضد قانون الأحوال الشخصية الذي يمنع الطلاق إلا على يد القاضي، وقاد مسيرة من طلاب الجامعة بأسيوط، حتى وصل لمبنى المحافظة، وتم تسليم وثيقة احتجاجية باسم الجامعة يعترض على القانون، باعتباره مخالفًا للشريعة الإسلامية.

وانتقل بعدها إلى كلية البنات بالرياض بالسعودية، ولكن لم يمض طويلًا حتى عاد مرة أخرى، وعقد ندوات دينية لشباب الجماعة الإسلامية، وشن خلالها هجومًا حادًا على نظام الرئيس الراحل أنور السادات، وتم ترشيحه وقتها لقيادة تنظيم الجهاد، وتم القبض عليه في سبتمبر 1981 صدر قرار باعتقاله ضمن قرارات التحفظ، ولكنه تمكن من الهرب.

ويعد «عبدالرحمن» هو الأب الروحي لكافة زعماء تنظيم الجهاد، وكانت فتواه ضمن أبرز الفتاوي التي استند إليها قتلة السادات في تنفيذ عمليتهم التي أنهت حياة الرئيس الأسبق في 6 أكتوبر 1981.

معاركه مع مبارك
وبموجب تلك الفتوى فقد تم القبض عليه في أكتوبر 1981، وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات، أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة وخرج من السجن في أكتوبر 1984، لكنه ظل محبوسًا حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمـة أمن الدولة العليا بتهمة قيادة تنظيم الجهاد وتولي مهمة الإفتاء بالتنظيم، وحصل على البراءة أيضًا في هذه القضية.

وبعد خروجه من السجن شهدت تلك الفترة نشاطًا في ندواته وخطاباته في شباب الجماعة الإسلامية، وفرض عليه الإقامة الجبرية داخل محافظة الفيوم، وفي تلك الفترة أرسل أكبر ولديه للقتال في أفغانستان، واللذين كانا في مقتبل الشباب.

وعلى إثر تفجيرات نيويورك عام 1993، تم اعتقاله وخضع للتحقيقات، ليعلن بعدها مبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية عام 1997، وتعرض للاتهام بزعامته للجماعة الإسلامية، التي اعتبرتها الولايات المتحدة حركة إرهابية، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد.

ترحيب مرسي
أما في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، في 29 يونيو 2012 تعهد في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على الإفراج عن عمر عبد الرحمن، وهنأه الأخير من داخل سجنه، بالفوز بالانتخابات الرئاسية.
الجريدة الرسمية