رئيس التحرير
عصام كامل

الفقي والعامر


بداية من الثلث الأخير في يناير وأنا ينتابني حزن فجيع كل عام، ففي يناير رحل جدي لوالدى الذي كنت أحبه وجدتي لوالدتى والتي كنت أعشقها!، وفي فبراير يحل ذكرى شخصين ربما هما أصل الحكاية في قصتي أو تجربتي، فكلاهما كان له تأثيره في حياتي سواء بطريقة أو أخرى ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا، أنهما من جعلوني أعشق الكتابة والتنمية الذاتية!


في البداية دعوني أتحدث عن الشخصية الأولى والتي بدأت رحلتي معها في أغسطس عام ٢٠٠٧ تقريبًا من خلال برنامجه الذي كان يذاع حين ذاك وهو الدكتور إبراهيم الفقي والذي حلت ذكراه بالأمس، وأطلب من الله أن يسكنه فسيح جناته، فهو شخص بالفعل كان صاحب رسالة وعلم حقيقي، فهو السبب في حبى للحياة والتحدي والإصرار على النجاح، أو بمعنى أدق تحقيق كل ما أتمنى، وألا يهمني تعليقات الآخرين فالمهم أن أحقق ما أريد.

ومن يعرفني جيدًا سيعرف أنه في أغسطس من عام ٢٠٠٧ كانت بداية رحلتي مع جهاز "ريزاروف" والذي استمر معي قرابة عام ونصف العام، وفي ذلك الوقت بالطبع كنت مكتئبًا بحكم أنني لم أكمل عامي العاشر بعد، وتم إجبارى على الجلوس في السرير غصبا عني وليس بمحض إرادتي، ولكن من هون عليا ذلك الوقت هي محاضرات الفقي والتي كانت سبب حبي لدراسة علوم التنمية الذاتية، وأن أتطلع دائمًا لكي أصبح من المدربين أصحاب الرسالة في ذلك المجال، أو كما قال لي شقيق الدكتور إبراهيم الفقي، الأستاذ سيد الفقي، "أن أصبح الفقي الصغير".

أما الشخصية الثانية فهي صاحبة الفضل في حبي للكتابة المقالية أو النثرية في المطلق، فهو شخص كان كما يقال "أستاذ" وهو الراحل جلال عامر، ذلك المبدع. الغائب الحاضر بكلماته وعباراته الرنانة والتي ما زالت تعبر عن واقعنا الذي نعيشه الآن بالرغم من أنها كتبت منذ سنوات ولكنها ما زالت ببريقها وقوتها ولا يستطيع أحد أن ينكر مدى قوة كلماته وعباراته ومقالاته، فهو بالفعل كان "معلم" كما قال الفنان المغربي سعد المجرد.

فهو كاتب يعرف كيف يجذب القارئ بأسلوبه وكلماته الخفيفة وعباراته القصيرة الذكية، وكيف يجعل الرسالة تصل دون إطالة أو ملل حتى لا يجعل القارئ يمل وينام كما كان يقول، فهو كان دائمًا يقول: "مش لازم طول المقال نكتب حيث ولأن ولكي وهنا وهناك وأخلي القارئ يكره عيشته!"، وهو بالفعل كان يستطيع أن يجعل القارئ لا يمل ولا ينام، وبالفعل كان صاحب أسلوب مميز وأجد الآن له ورثة واضحين في ذلك الأسلوب أبناءه "رامي وراجي" أو من بعض الكتاب الآخرين.. والذي أتمناه أن أصبح من أتباع مدرسته يومًا ما!

وفي النهاية أحب أن أقول لهما (فلتم، وسيبتونا هنا) ولكن بحق كل فرح وسعادة تركتماها بداخلنا سندعو لكما، وأتمنى لو أصبحت يومًا ما ولو واحد على العشرة من هذين المبدعين.
twitter.com/PaulaWagih
الجريدة الرسمية