قصة صفقة اللاجئين بين استراليا وأمريكا.. أوباما يوافق على إعادة التوطين.. وترامب يعلن العصيان.. المجتمع الدولي يتضامن مع الرئيس الأمريكي الجديد.. وعلاقات البلدين في مأزق
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأستراليا توترًا بشكل مفاجئ، في الأيام الأخيرة، بعد ظهور تقارير عن مكالمة هاتفية مثيرة للجدل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول.
اتهام ترامب
وجه ترامب اتهاما إلى تيرنبول من استخدام صفقة إعادة توطين اللاجئين، لإرسال «مفجرين بوسطن المقبلين»، وكان مصير الصفقة غير واضح، منذ أن وقع ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بوقف وصول اللاجئين إلى الولايات المتحدة، لمدة 120 يوم، ومنع المسافرين من سبع دول غالبية سكانها من المسلمين.
وبالرغم من أن الحكومة الاسترالية سعت لطمأنة العالم بشأن الصفقة، إلا أن تفاصيلها لا تزال غير واضحة، رصدت صحيفة «بيزنس إنسايدر» الأمريكية تفاصيل الصفقة المثيرة للجدل.
تفاصيل توقيعه
في نوفمبر الماضي، أعلنت الحكومة الأسترالية أنها توصلت إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ لإعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية في مرافق الاحتجاز، في جزيرتي «ناورو ومانوس» الأستراليتين.
ولم يتم تحديد العدد الدقيق للاجئين الذين سيعاد توطينهم من قبل الحكومة الاسترالية، ولكن قدر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر أنهم نحو 1250 شخص، كما لم تؤكد الحكومة أيضا جنسية اللاجئين، ولكن يقول البعض إن كثيرا منهم من إيران والعراق والصومال والسودان، وكذلك أفغانستان وباكستان.
رفض المجتمع الدولي
منذ فترة طويلة، انتقدت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم- بما فيها الولايات المتحدة- أستراليا؛ لممارسته عودة قوارب اللجوء، تنفيذ سياسات الاحتجاز الإلزامي، ونقل اللاجئين إلى بلدان أخرى.
ويبلغ متوسط وقت احتجاز اللاجئين في مرافق الاحتجاز هو 469 يوم، وما يقرب من ثلث المعتقلين محتجزون منذ أكثر من عامين، وفقا للبيانات الصادرة عن الحكومة الأسترالية، وما هو أبعد من ذلك، اشتهرت مراكز الاعتقال في الخارج بتقارير انتهاكات حقوق الإنسان، والعنف ضد المعتقلين، وكثير منهم من الأطفال.
وقال العاملون في المجال الإنساني، الذين زاروا مراكز الاعتقال ناورو وجزيرة مانوس: إن حالات العنف والاعتداء الجنسي، والمعاملة المهينة أصبحت شائعة، والعديد من اللاجئين وطالبي اللجوء يعانون من مشكلات حادة في الصحة العقلية؛ بسبب الاعتقال لفترات طويلة.
وانتقدت كوريا الشمالية أستراليا، في جلسة الأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان في عام 2015، قائلة: إن لديها «مخاوف جدية» بشأن تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في مرافق الاحتجاز.
ماذا بعد الصفقة
يتساءل الأستراليون عن مستقبل الصفقة، منذ اللحظة التي تم الإعلان عن أن ترامب يعارض السماح للاجئين إلى الولايات المتحدة، من قبل رئيس الوزراء الأسترالي.
وفي أعقاب المكالمة الهاتفية التي تمت بين ترامب وتيرنبول، قال البيت الأبيض: إنه يخطط لتطبيق «التدقيق الشديد» لجميع الوافدين، كما وقع ترامب أمرا تنفيذيا بمنع جميع اللاجئين لمدة 120 يوم، باستثناء الاتفاقيات الدولية.
ولكن التقارير الأخيرة لوكالة رويترز أشارت إلى أن مسئولي الهجرة في الولايات المتحدة، قاموا بتأجيل المقابلات مع طالبي اللجوء في ناورو؛ مما أثار تكهنات بأن إدارة ترامب تسعى بالفعل لمنع أو إعادة التفاوض على صفقة إعادة التوطين.
كما أنها من غير الواضح ما الذي ستمضي عليه العلاقات بين الولايات المتحدة واستراليا، وخاصة إذا انهار اتفاق اللاجئين.
وكانت أستراليا لفترة طويلة حليفا قويا للولايات المتحدة، وهي البلد الوحيد التي حاربت إلى جانبها في كل صراع منذ الحرب العالمية الأولى.