رئيس التحرير
عصام كامل

خطيب الجامع الأزهر: الطلاق الشفوي جعل الناس يفترون على الله الكذب

 الشيخ محمد زكى،
الشيخ محمد زكى، إمام وخطيب الجامع الأزهر

تناول الشيخ محمد زكى، إمام وخطيب الجامع الأزهر، في خطبة الجمعة قضية الطلاق الشفوي.

وقال زكي: «وقع جدل كبير بين الناس فيما يخص قضية الطلاق الشفوي، وظهر من يقولون هذا حرام وذاك حلال بدون علم وافتروا على الله الكذب؛ متناسين أن عقاب الفتوى بدون علم هو النار؛ لأنها كذب على الله ورسوله».


وأشار إمام وخطيب الجامع الأزهر، إلى أن «هناك من تناول علماء الأزهر باتهامات وأقاويل هم بريئون منها، وهدفهم إحداث ضجة حول قضية الأزهر بصدد حسمها وفقًا لنصوص القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة».

وأكد أن «وقوع الطلاق الشفوي من عدمه من القضايا المحسومة في الشريعة إلا أن هناك في الفقه ما يسمى بمتغيرات العصر والتي يجوز للعلماء أن يستحدثوا فتوى تصلح الحياة بين الناس بشرط عدم مخالفتها لنص قرآني أو حديث نبوي، وعلماء الأزهر هم أكثر الناس حرصًا على الحفاظ على الشرع».

وأضاف «زكي»، أن «من يتحدثون في هذه القضية على غير علم لا يدركون أن الطلاق الشفوي لا يقع إلا بشروط صريحة؛ فإذا أراد الزوج أن يطلق زوجته فيشترط أن يطبق هذه الشروط المعتمدة عند علماء الفقه الإسلامي ثم يوثقا طلاقهما بشهادة ذوى عدل من المسلمين حفاظًا على الحقوق، ولا يجوز أن يطلقها في فترة حيضها لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ»، مؤكدًا أنه: «يجب على المسلم أن يوثق طلاقه كما يوثق زواجه».

وأشار إمام وخطيب الجامع الأزهر، إلى أن الحياة بين الرجل وزوجته يجب أن تقوم على "العشرة بالمعروف" نزولًا على قول الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا".

وقال: «إذا حدث ما يعكر صفو العشرة بين الرجل والمرأة فالإسلام وضع لنا عدة طرق للإصلاح التي بها تعود الحياة لصفوها ونهانا أن نجعل من الطلاق الوسيلة الأولى لهدم البيوت، ومن هذه الطرق إصلاح إعوجاج المرأة بالهجر في المضجع فإن لم تعود فالضرب للتصحيح والتعديل وليس الضرب المبرح لأن النبي صل الله عليه وسلم نهانا عن هذا بقوله: «لا يجلد أحدكم زوجته كجلد العبد ثم يضاجعها».

وتابع «زكي»؛ «إذا لم يثمر الضرب غير المبرح بعودة الحياة بين الزوجين إلى سابق صفوها فهناك طريق ثالثة وهى التحكيم بينهما بإحضار حكمًا من أهل الزوج وحكمًا من أهل الزوجة لقوله تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما»، وفي النهاية إذا إشتد الخلاف بينهما واستحالت طرق الإصلاح فلا مفر من الطلاق الذي أشترط الإسلام أن يكون بالمعروف وفقًا للنص القرآني: «أو فارقوهن بمعروف».

وأكد إمام وخطيب الجامع الأزهر، أن الطلاق ليس نهاية المطاف بين الرجل وزوجته؛ موضحًا: «إذا وجد الرجل المرأة التي طلقها قد إعتدلت عن إعوجاجها قبل إنقضاء عدتها فيجوز أن يرجعها ويعاشرها بالمعروف، وكذلك الحال في الطلقة الثانية تجوز الرجعة أما في الطلقة الثالثة فيختلف الأمر لقوله تعالى: «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، ففي هذه الحالة لا يجوز للرجل الذي طلق زوجته ثلاث طلقات أن يتزوجها إلا إذا تزوجت من رجل آخر وطلقها دون قصد التحليل الذي يعد نوعا من أنواع الزنا لقوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله المُحلل والمُحلَل له».

واختتم «زكي»؛ خطبة الجمعة بالجامع الأزهر قائلًا: «يجب على العلماء الربانيين أن يفجروا علمهم للعباد، ويردوا عنهم الشبهات ويساعدوهم على مشكلاتهم ويعطوهم الجواب الشافي في المسائل المتعلقة بكل جوانب الحياة اليومية؛ فهذا حق العامة على علمائهم».
الجريدة الرسمية