تفاصيل اكتشاف حقل كوارتز نقي بالصحراء الشرقية «تقرير»
«مخر سيل، جبل عالي، جي بي اس، السير ما بين الجبال لمسافة 4 كيلومترات، لحد ما وجدت جبلاية» هي الكلمات التي بدأ بها الدكتور رضا الجمال خبير واستشاري الجيولوجيا والتعدين بإحدى شركات المصرية حديثه مع فيتو عن اكتشاف حقل من معدن الكوارتز من النوع النادر.
وأوضح أن مساحة الحقل 2 كيلو متر مربع على حروف الجبل، ويتميز بدرجة البياض العالية التي تدل على أن نسبة ثانى أكسيد السيلكون عالية جدا ودى بتدل عالى النقاء خالى نهائيا من الذهب، مشيرا إلى أن الكمية التي توجد به بمتوسط 2 مليون طن تقريبا.
قال الجمال: إنه من خلال عمله في مجال التعدين ذهب إلى الحصراء الشرقية لمهمة عمل تابعة للشركة التي يعمل بها وبعد سير لمدة 4 كيلو مترات وتعب يوم كامل بين الرمال والريح العاتية في الصحراء سقطت عينه على أحد مخرات السيول وسط الصحراء وتتبع هذا المخرج ليفاجأ بكم هائل من الحجارة الكبيرة.
وأضاف خبير التعدين أنه اكتشف أن الحجارة بعد تكسيرها اتضح أنها معدن الكوارتز، مشيرا إلى أنه من النوع النادر النقي الخالي من الذهب تماما،لافتا إلى أنه يعمل بشركة من أكبر الشركات المصرية التي تعمل في مجال تصدير معدن الكوارتز منذ سنوات عديدة.
وأوضح أنه قام بدراسة سابقة عن الاحتياطي الجيولوجي من خام الكوارتز بمصر وانتهت الدراسة إلى أن رصيد الاحتياطي الجيولوجي لمصر من خام الكوارتز لا يقل عن 3 مليارات طن، لافتا إلى أن نوعيته تتمثل ما بين النوع المتوسط الجودة وقليل الجودة.
وأشار إلى أنه بطبيعة عمله يهتم بمعدن الكوارتز الخالي من الذهب لأن الكوارتز الذي يحتوي على ذهب يكون ردئ الجودة، مضيفا إلى أن الكوارتز عالي الجودة بمصر قليل وصعب إيجاده، موضحا إلى أنه في حالة وجود كوارتز نقي وجودة متوسطة يستطيع كخبير تعدين رفع جودته بالمعالجة وتصديره للخارج.
وأوضح أن الكوارتز المصري به ميزة فنية في عملية الصهر لأنه يحتاج طاقة أقل من أي كوارتز آخر، لافتا إلى أن الكوارتز دون المصري يحتاج إلى 4000 درجة مئوية لتصهيره، بينما المصري يحتاج إلى 3200 درجة لتحويله إلى سائل .
وتابع: للكوارتز استخدامات عديدة في صناعات التكنولوجيا العالية مثل الصناعات الإلكترونية وصناعة البصريات فائقة الجودة مثل التليسكوب والميكروسكوب ويستخدم في صناعة عنصر السيليكون ميتال المستخدم في مجال الطب .
إلى جانب استخدامه في مجال النانو لإستخلاص معادن غير طبيعية وغير متواجدة لاستخدامها في صناعات الطيران والفضاء وأجسام الصواريخ والأقمار الصناعية، لذا فهو خامة إستراتيجية عالية جدا.
واستكمل حديثه عن الكوارتز قائلا: مصر لا تمتلك صناعة الكوارتز لأنها فقيرة في مجال الطاقة حيث إنه يحتاج إلى درجات عالية للغاية لتصهيره، إلى جانب أن الدول المصنعة له مغلقة تماما على التكنولوجيا الخاصة بتصنيعه .
وأشار إلى أن تصدير الطن الواحد من الكوارتز بـيتراوح ما بين 30 إلى 60 دولارا للطن الواحد ويختلف السعر على حسب جودة ونقاء المعدن، لافتا إلى أن أهم الدول المصنعة لمعدن الكوارتز هي " شمال أوروبا، أمريكا، السويد، روسيا".
ولفت إلى أنه توجد منافسة كبيرة بين مصر وتركيا والصين والهند والبرازيل في تصدير الكوارتز، حيث تمتلك بعض الدول السالفة الذكر نسبة أكبر من الاحتياطي بمصر.
لافتا إلى أن كمية التصدير من الكوارتز بالنسبة للشركة التي يعمل بها 120 ألف طن سنويا والسوق العالمية يحتاج من الشركة نصف مليون، ولكن لم تستطع الشركة تصدير هذا الكم بسبب الروتين والبيروقراطية التي تواجهها لعدم إعطاء رخصة للكشف عن أماكن جيولوجية بصورة أكبر بمصر.
وأشار إلى أن البيروقراطية تتمثل في حالة تقدم أي باحث بإحدى الشركات لهيئة الثروة المعدنية للبدء في أحد الأماكن للكشف عن ثروات توجد حجج منها أن شخص آخر يعمل بهذه المنطقة وممنوع عمل شخص آخر بها، على الرغم من أن الشخص الآخر ربما كان متقدم بطلب من عشر سنوات أو أكثر.
وطالب الجمال المعنيين في مجال الثروة المعدنية بتحديث البوم جديد لتراخيص البحث والاستثمار في الخامات وكسر الروتين الموجود في التغيير في اللائحة للكشف عن الخامات، موجها الشكر لكل العالمين بهيئة الثروة المعدنية.