بالفيديو.. حكاية تعذيب «مريض نفسي» حتى الموت داخل مستشفى خاص بالشرقية.. «عادل» يدخل المستشفى لعلاج «الزهايمر» ويخرج في نعش.. شقيقته: كسروا أنفه وعذبوه.. ونطالب وزير الصحة
«أنا عاوزة أعرف هما عملوا فيه إيه، وهو عمل إيه علشان يتعذب ويموت كده.. ده كان إنسان هادي ومسالم ورايح يتعالج بفلوسه».. هكذا بدأت «أمل» أو «أم شادي» في سرد حكاية تعذيب شقيقها حتى الموت في مستشفى خاص للأمراض النفسية بالشرقية.
وذكرت «أمل» أنه تم إيداع شقيقها بالمستشفى لعلاجه من ضعف الذاكرة، إلا أنها فوجئت عند زيارته بوجود آثار تعذيب على جسده، بعد كسر أنفه، وإصابته بكدمات متفرقة.
بداية الواقعة
وتروي شقيقة المتوفى والتي تبلغ من العمر 46 عامًا، ومقيمة بالزقازيق، تفاصيل ما حدث لـ«فيتو»، قائلة: «عادل أخويا يبلغ من العمر 52 عامًا واللي كان يشوفه مكنش يقدر يديه أكثر من 30 عامًا، وكان يعمل موظفا، وكان طيب الخلق وهادىء الطباع، لم يتزوج لارتباطه وتعلقه الشديد بوالدته منذ صغره».
علاج نفسي
وأضافت: «عقب وفاة والدتي أصبح يعاني من حالة نسيان بسيطة، تكاد أن تتحسن مع مرور الوقت، وذات يوم جاءت إلينا سيدة جارتنا بالمنطقة الكائنة بمركز الزقازيق لزيارتنا، وقالت لنا إن نجل شقيق زوجها يعمل دكتور نفساني بمستشفى خاص للعلاج النفسي، وأقنعتهم بإيداعه المستشفى لفترة قصيرة للعلاج».
واستطردت «أمل» والدموع تنحدر من عينيها: «بالفعل ذهبت بشقيقي عادل وبرفقة جارتي وشقيقتي "هويدا" للمستشفى، وقمنا بدفع مبالغ مالية كبيرة عقب إيداعه هناك، وفي خلال فترة قصيرة تم منع أهله من رؤيته بلا مبرر وهو ما أثار القلق والريبة والشك بيننا».
وتابعت: «صممت على الذهاب للمستشفى للاطمئنان على أخي برفقة أبنائي ورؤيته، وصدمت وأصبت بالفزع عندما شاهدته في حالة سيئة جدًا، فتبول على ملابسه، وتخرج منه روائح كريهة».
آثار تعذيب
وذكرت أنها اكتشفت وجود آثار تعذيب على جسده، مشيرة إلى أنه تم كسر أنفه، ووجود كدمات متفرقة بالجسم، وصرخت في وجه مسئولي المستشفى، قائلة: «انتوا عملتوا فيه إيه يا ظلمة.. أخويا كان كويس وصحته كويسة ومكنش بيعاني إلا من حالة نسيان بسيطة، فأجابوني بكلمات استفزازية: اهدي يا أستاذة شوية..أخوكي مفهوش حاجة وزي الفل أدامك أهو».
وطالبت إدارة المستشفى بالموافقة على اصطحاب شقيقها للمنزل، إلا أن طلبها قُبل بالرفض من جانبهم بحجة أن شقيقتها " تتكفل بدفع مصاريف العلاج، مستطردة: «قالولي اتفضلي غادري المستشفى حالًا واستدعوا لي أمن المستشفى وهددوني بمجيئي مرة أخرى، وقولت لهم هاخده عن طريق النيابة وقمت بالفعل بتحرير محضر بذلك الشأن بنيابة أبوكبير العامة».
غيبوبة تامة
وأشارت "أم شادي" إلى أنه بعد يوم واحد من الواقعة فوجئت باتصال تليفوني من إدارة مستشفى أبوكبير العام، يخبروها بدخول شقيقها في غيبوبة تامة يوم 13 ديسمبر الماضي، بعد العثور عليه من قبل سائق توك توك بجوار المستشفي، وقام أفراد الأمن باستئذان المدير وإدخاله قسم العناية المركزة ووضعه تحت العلاج حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
بلاغ للنيابة
وقالت شقيقة الضحية، إنها قدمت بلاغًا للنيابة العامة حمل رقم 9212 اتهمت فيه إدارة المستشفى الخاص بالإهمال والتقصير، وعليه قرر وكيل النائب العام بإشراف المستشار "وليد جمال" المحامي العام لنيابات شمال، بالتصريح بتشريح الجثمان لبيان ما به من إصابات وآثار تعذيب ومعرفة سبب وفاته.
محاسبة المسئولين
وطالبت شقيقة المتوفى وزير الصحة الدكتور "أحمد عماد"، ونقابة الأطباء بالوقوف بجانبها والتحقيق العاجل في الواقعة، ومحاسبة المقصرين من الأطباء داخل المستشفى وإغلاقها حتى لا تتكرر تلك المأساة مع مريض آخر، كما حدث من قبل مع 3 مرضى بتلك المستشفى- بحسب قولها.