رئيس التحرير
عصام كامل

القَسَم الطبي... بين المفروض والواقع


في القسم الطبي الذي يقسمه الأطباء في آخر يوم لهم في كلية الطب يقول الطبيب في القسم: "أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها في كل الظروف والأحوال باذلا وساعيا في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق".. ولكن في مصر وخصوصًا في الفترة الأخيرة أصبحت أشعر أن هذه ليست الحقيقة، أو أصبح القسم مجرد أكلشيه أو من ثوابت حفلة التخرج ليس أكثر!


فمنذ فترة وأنا أرى كوارث طبية تحدث بالجملة، وخصوصًا في مجال النساء والتوليد، ما شاء الله أغلب السيدات تدخل إلى غرفة العمليات كي تأتي بوليد للحياة، فإما تخرج هي أو الجنين أو في بعض الأحيان كلاهما ميت.. ومن النادر أن يخرج الأم والطفل في أتم صحة!

بالإضافة بالطبع إلى التشخيص الخاطئ لبعض الحالات، ويرمي الطبيب اللوم على الأجهزة أو الأشعات أو التحاليل في تلك الحالة ويقول إن الجهاز هو المخطئ وليس أنا، مثلما حدث مع صديقي رمزي بشارة، الذي زف ابنه للسماء منذ أيام بعد مولده بيومين تقريبًا نتيجة لدكتور "فاشل" بمعنى الكلمة لم يخف الله في عمله ولم يأخذ عمله على محمل الجد.

ونسي ذلك الطبيب أنه سيسأل في يوم عن تلك الروح التي تسبب في وفاتها نتيجة إهماله وعدم تحري الدقة في الكشف على الجنين وهو في بطن والدته وكانت حجته فارغة وهي "أن جهاز سونار هو المخطئ" وكان يقول: "الجهاز عامل شادو (ظل)"، من المعروف أن الخطأ لو حدث مرة لن يتكرر ولكن على حد رواية صديقي الشاعر رمزي بشارة أنه كان يتابع معه لأكثر من 3 شهور تقريبًا وبالتأكيد لن يحدث هذا العطل كل مرة!.

ولكن إلى متى سنسمح بذلك؟

يعتبر كارثة وجود طبيب مهمل لا يقدر حياة المريض الذي يثق فيه ويذهب اليه ليخفف عنه آلامه فتكون النتيجة أن يقتل روحه أو حتى يصيبه بنسبة إعاقة يظل يعانى منها طوال عمره؟!، وإلى متى سنسمح بأن تدخل الأم لتضع وليدها لتفرح به فإما تخرج هي أو الجنين فقط أحياء؟!، أليس من حق الاثنين أن يعيشا ويفرحا ببعضهما البعض!

وفي النهاية أطلب التعزية من الله لقلوب الأخ رمزي بشارة وزوجته الجميلة "أستاذة مارينا" وأن يمنحهما الله التعزية والسلام من عنده وأن يعوضهما عن وليدهما الثاني والذي فقداه منذ أيام.
Twitter.com/PaulaWagih


الجريدة الرسمية