عمر طاهر.. «صنايعي» صنايعية مصر
في الواقع بعد تفكير عميق، بين أن أكتب عن اشتياقي لأحتفل وسط عائلتي اليوم بالعيد، أو عن الذي استفادته منظومة تعليمية كاملة عندما ساهمت في هجرة الشباب الذي هو تحت سن العشرين مثلي بحثًا عن فرصة لتحقيق مستقبلهم الذي كاد أن يهدم بكل الوسائل والطرق المباحة وغير المباحة في بلدهم.
وجدت بأن ذلك سيحزن البعض، وخصوصًا لأننا نحتفل اليوم بذكرى ميلاد المسيح، كلمة الله المتجسدة بيننا على الأرض بمفهومي المسيحي، ولذلك قررت أن أكتب اليوم عن شيء مبهج، نظرًا لأنه العيد!، ولذلك لم أجد ما هو مبهج أكثر من كتاب "صنايعية مصر" للكاتب العبقري جدًا "عمر طاهر"، ذلك الكاتب، وأتمنى لو يسمح لي أن أقول عنه "المجرم"، الذي يملك كل المفاتيح التي تمكنه من دخول كل العقول مهما كان سنها أو طريقة فكرها، أو معتقداتها في الحياة.
ببساطة لو سألتي منذ 10 سنوات تقريبًا عن كرتونك المصري المفضل؟، كنت سأجيبك على الفور بأن كرتوني المصري المفضل هو "سوبر هنيدي"، والذي كان فكرة وكتابة الرائع "عمر طاهر".
ولو سألتني في بداية المراهقة ماذا كنت ستفعل لتظهر بمظهر العميق أمام حبيبتك؟، سأجيبك بأنه عندما كنا نتواعد كي نخرج سويًا، ويلغى الموعد كنت أغير صورة فيس بوك تلقائي لصورة "عندي ميعاد وحبيبي لغاه".
هو ببساطة صنايعي قبل أن يكتب عن صنايعية مصر، فهو يعرف أسس مهنته جيدًا، ويعرف كيف يجعل القارئ يعوم بين الأوراق ولكن دون أن يغرق بين الكلمات الصعبة في القراءة أو حتى الركيكة، ولكن يضبط مقادير الكتاب كأشطر شيف ممكن أن تراه في الحياة.
ولكن قبل كل شيء هو إنسان، لذلك يعرف كيف يكتب عن الآخرين ليجعل قصتهم الرائعة تصل للناس لتعرف فضل هؤلاء علينا.
وبالطبع لم أقرأ الكتاب حتى الآن نظرًا لوجودي في روسيا، ولكن كل أصدقائي الذين قرأوا ذلك الكتاب أشادوا به، رغم أنني أعرف أن كتب عمر طاهر من المفترض ألا أنتظر رأي أحد فيها، لأنه يعلم مهمته جيدًا ويجعلني أستمتع بما يكتبه، وأتمنى عندما أرجع لمصر، أجد الكتاب لأنني بالفعل مشتاق لقراءته.
twitter.com/PaulaWagih