رئيس التحرير
عصام كامل

«الانتحار» خلف القضبان.. وائل شلبي يشنق نفسه بعد التورط في «رشوة مجلس الدولة».. وفاة سليمان خاطر في ظروف غامضة.. وعبدالحكيم عامر ينهي خلافاته مع «عبدالناصر» بتناول السم


اعتاد المسئولون وخاصة المنتمون للأجهزة الأمنية على معاقبة المجرمين وخارقي القانون، وعندما وضعوا في نفس الموقف وتحولوا لمتهمين، وقرروا محاكمة أنفسهم على طريقتهم الخاصة، عن طريق «الانتحار» لإسدال الستار على القضية.


انتحار أمين مجلس الدولة
كان آخر هؤلاء، المستشار وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، المتهم في قضية الرشوة، حيث شنق نفسه داخل محبسه صباح اليوم الإثنين، باستخدام «الكوفية» الخاصة به بعد ربطها في شباك الحجز الانفرادي.

ويأتي ذلك بعد شعوره أن جميع الملابسات تدينه باعترافات جمال اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«رشوة مجلس الدولة»، فبعد قرار نيابة أمن الدولة بحبسه ٤ أيام عقب الاعتراف بتورطه في القضية، قرر الانتحار، واكتشفت الجهات الأمنية وفاة المتهم أثناء تقديم وجبة الإفطار له.

مجند
وفي أكتوبر 2015، انتحر المجند أحمد العزبي السيد، بشنق نفسه بقطعة قماش، في سجن معسكر الأمن المركزي بالطريق الصحراوي القريب من أكتوبر.

وتعود الواقعة كما ذكرت تحريات المباحث إلى مشاجرة بدأت قبل الواقعة بـ 10 أيام بين «م.ح» 23 سنة، وزميله «ح.م» 22 سنة، بسبب خلافات مالية بينهما، أصيب خلالها «ح.م» بإصابات بالغة نتيجة طعنه بآلة حادة ونافذة في البطن نقل على إثرها إلى المستشفى العام، إلى أن وافته المنية، وحينما علم الثاني بوفاة زميله دخل في حالة نفسية سيئة دفعته للانتحار شنقًا.

سليمان خاطر
انضم لنفس القائمة سليمان محمد عبد الحميد خاطر، جندي مصري التحق بالخدمة العسكرية بقوات الأمن المركزي، الذي أحيل إلى المحاكمة العسكرية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على خلفية إطلاقه رصاصات تحذيرية على مجموعة من السائحين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته، يوم 5 أكتوبر 1985.

وطعن محامي سليمان، صلاح أبو إسماعيل، على القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن، وبالفعل أصدرت المحكمة العسكرية ضده حكمًا بالسجن المؤبد 25 سنة، بعد الحادثة بـ 3 أشهر، وتم نقله إلى السجن الحربي بالقاهرة لقضاء العقوبة الموقعة عليه.

وبعدها تم نقله إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وفي 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة، ولم يتم التحقيق في الواقعة، وأغلقت القضية على ذلك.

عبد الحكيم عامر
لم يكن المشير عبد الحكيم عامر مجرد قائد للجيش المصري في فترة من أهم فتراته فقط، ولكن ارتباطه وقربه من الرئيس جمال عبد الناصر، أعطاه أهمية خاصة، فقد كان رفيق كفاح وسلاح، بالإضافة إلى وفاته التي شابها لغز لم يكشف عنه حتى الآن.

ويقول الراحل المشير محمد عبد الغني الجمسي، رئيس عمليات القوات البرية على أرض سيناء، في مذكراته: «بينما كنت أجلس مع اللواء أحمد إسماعيل ليلا في جبهة القناة نراجع نشاط العدو في سيناء ونتائج أعمال قواتنا، دق التليفون وكان المتحدث هو الفريق أول محمد فوزي من القاهرة، يخطرنا بانتحار المشير عامر في منزله بمادة سامة شديدة المفعول كان يخفيها تحت الملابس الداخلية، وبالكشف الطبي عليه بواسطة لجنة طبية على مستوى عالٍ وصلنا إلى نتيجة مؤكدة هي أن انتحار المشير عامر».
الجريدة الرسمية