بس أنت اللي مش مركز!
نعم الله كثيرة من حولك ولكنك أنت من لا تريد أن تعرفها أو تحصدها، تلك الحكمة التي تعلمتها طوال فترة حياتي الماضية، خصوصًا أن في شهر ديسمبر، أتذكر كل ما حدث من تسع سنوات ماضية، ففي شهر ديسمبر أجريت العملية الثانية في ساقي، والتي كان يراها البعض أنها نهايتي ونهاية حياتي.
في تلك الفترة كنت اعتقد أن الله يريد أن يجعلني شخصًا بائسًا خصوصًا بعد العمليات المتكررة في الساق، وعدم قدرتي على الحركة وحدي، حتى في دخولي الحمام، فكان لا بد أن يكون معي من يساعدني كي أقوم من على الكرسي المتحرك لأجلس على المرحاض.
ولكني كان داخلي إيمان بأن الله سيجعل في الأمور أمورًا، وعليَّ أن انتظر وأراقب ما سيحدثه الله في حياتي من معجزات بمعنى الكلمة!
فأنا شخص مؤمن تمام الإيمان بأن الله لا يعطي تجربة لشخص سوى وهو يعلم جيدًا بأنه سيتحملها، وستكون هذه التجربة بمثابة رحلة سيتعلم منها الشخص دروسًا جديدة، وسيكتشف فيها نقاط قوة، لم يكن يراها من قبل، لذلك سمح الله بتلك التجربة كي يرى ما كان يغفل عنه أو يظن بأنه ليس موجود فيه من نعم وخيرات.
فأنا خرجت من تلك التجربة وأنا أعرف جيدًا بأن الله ربما يكون ميزني بموهبة الكتابة أو التعبير عني أو عن الناس بالقلم، عندما يعجز لساني أو لسان من حولي، فيكون القلم خير وسيلة للتعبير!
خرجت من تلك التجربة وأنا مؤمن برسالة يجب أن أبلغها للناس، وهى أن الله يحبك، وأنه وضعك في تجربة قوية عليك أن تعرف أنك مميز للغاية عند الله، وزودك بقدرات خاصة لذلك وضعك في تلك التجربة.
ولكن بخصوص النعم التي تغفل عنها في حياتك اليومية والتي ما زلت تتمتع بها، دعني أخبرك بأن هناك مقطع فيديو للدكتور وليد فتحي كان أعاد نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك من خلال حسابه الشخصي، ليشعر الناس ولو بنعمة صغيرة فقط منحها الله للناس، وهى السمع، لك أن تتخيل أنك تمتلك نعمة حُرم منها البعض، ويتمناها ولو لبضع دقائق!، وأنت تمتلكها وتظن أنك لست مميزًا وبأن الله لم يمنحك أي نعم أو مميزات في حياتك!
النعم كثيرة من حولك ولكن أنت لا تريد أن تبذل جهدًا كي تحصاها وتتمتع بها وتشكر الله عليها، وتظن بأن التجارب التي تمر بها ستكون نهايتك، وتغفل عن أن الله عز وجل قال في الأنجيل: " لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد " وفي القرأن قال: "إن مع العسر يسرا "
Twitter.com/PaulaWagih