مش لازم يكون منوفي!
"طالب منوفي في مرحلة الثانوي يخترع....." ويمكن لعنانك عزيزي القارئ أن تضع أي تكملة تأتي على بالك، فبالتأكيد في إحدى المرات وقعت عينك على خبر كان يبدأ بذلك العنوان المستفز الذي ليس له أول أو نهاية، وفي الغالب يُكتب في أغلب الجرائد والبوابات لكي تعمل على زيادة الترافيك والزيارات لموقعها ليس أكثر.
مع أن لو تلك الجرائد والمواقع بحثت عن مواهب علمية فعلًا أو أشخاص يحاولون أن يصنعوا شيئا مفيدا سيجدون بالتأكيد، فمنذ يومين كان قد نشر صديقي الدكتور "أشرف حمدي" -صاحب قناة إيجيبتون للرسوم المتحركة على اليوتيوب- منشورًا على فيس بوك يسلط الأضواء فيه على طالب ثانوي حصل على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في اختراع لعبة موبايل مبتكرة، أه والله!، طالب ثانوي حقيقي، وفاز بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط عشان لعبته كانت مبتكرة، والحمد لله مش منوفي واسمه عبد الله السيد.
وكما سلط الأضواء أيضًا من قبل على محمد منعم والذي يعمل حاليًا على برمجة الألعاب في الصين، وهذا ما يدل بالفعل على أننا نملك المواهب الحقيقية، ولكن لا نوفر لهم الدعم اللازم والفرص التي تؤهلهم كي يزيدوا من إبداعهم أو إخراج طاقتهم في المكان الصحيح، والدعم ليس من اللازم أن يكون مالًا ولكن يكفي ولو الدعم النفسي، لأنه يؤثر في نفس المبدع حقًا ويجعله فعلًا يريد أن يحقق المزيد من النجاح والإبداع.
غير أن هناك شخصًا جعلني حرفيًا أقف أمام ما دونه الصديق أشرف حمدي عنه، لدرجة أني أردت أن أرسل له طلب صداقة ولم أعرف نظرًا لكثرة متابعيه -الله يزيده-فهو شخصية فعلًا ناجحة وأذهلتني فعلًا، نظرًا لأنه صمم لغة للبرمجة تدعي "Ring"، فهو الرائع محمود سمير فايد مؤسس لغة رينج للبرمجة، إذًا هذا ما يعني أن مصر قادرة على صنع مواهب علمية رائعة ومبتكرة ومن الممكن تستغلها في تطوير كل شيء في البلد، ولكن كيف ؟، نحن دائمًا نحاول أن نقتل الموهبة لا ننميها.
فأنا أتذكر مقولة للراحل "الدكتور أحمد زويل" عندما قال: "الغرب يدعمون الفاشل حتى ينجح أما نحن نهدم الناجح حتى يفشل"، ومن يظن أن أشياء البرمجة لا تدر دخلًا نافعًا دعني أخبره أن موقع مثل "فيس بوك" ربما أرباحه السنوية أكثر من أرباح بعض المؤسسات الحكومية، ولذلك أرجو أن نسلط الضوء على كل موهبة.. فهذه المواهب لو استغلت بالشكل الصحيح ستساعد الدولة على التقدم والرقي، وأن نكتفي بالعدد الذي قتلت موهبته بسبب إهمال أي شخص كان يستطيع أن يدعمه وتجاهله، حتى ماتت الموهبة بداخله.
Twitter.com/PaulaWagih