دلع نفسك
«فيس بوك» أصبح في الفترة الأخيرة نافذة لشيئين -ربما أراهما وحدي وربما يراهما غيري- وهما الإعلان عن المواهب أو الإعلان عن أسباب «فقع المرارة» في بعض الأحيان!
فهناك من يظن نفسه فعلًا موهوبًا فيحل علينا بفيديوهات لا أعرف كيف لي أن أجد وصفًا لها!، فهي شيء على رأي الفنان الكوميدي «أحمد مكي» في فيلم لا تراجع ولا استسلام عندما قال: «شيء لا يتحمله بشر أو بني آدمين!».
وللأسف هذا النوع هو الذي يأخذ الرواج والشهرة بين متابعي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على عكس هؤلاء الموهوبين بالفعل، حيث لا يتابعهم سوى القليل والذين هم أيضًا يكونون أصدقاءهم في الواقع وليس فقط في الواقع الافتراضي سواء «فيس بوك أو إنستجرام أو تويتر أو يوتيوب».
فهناك مثلًا «ا. كامل» الذي يلقب نفسه ويلقبه الكثيرون بـ«هرم الجيل»، أريد أن أعرف «هرم في إيه عدم اللامؤاخذة!»، والمشكلة الكبرى أنه يظن أن صوته جميل للغاية وهو لا يمت للغناء بصلة من قريب أو بعيد، وأرى أنه مثل الخليل كوميدي، يفرح بالمتابعين حتى ولو أنهم يسخرون منه فقط لا غير!، وهنا تكون «الناس» مشتركة معه في الجريمة، لأنها تؤيده في شيء سواء هو أو الخليل كوميدي أو من على شاكلتهم في أن يستمروا في شيء هم بالفعل ليسوا متميزين فيه.
ولكن من ناحية أخرى، نرى أن شخصًا مثل «مينا ألبير»، وأتحدث عنه لأن موهبته هي التي أجبرتني أن أتحدث عنه وليس هو، لا يتابعه سوى القليل رغم أنه بالفعل مبدع سواء في الموسيقى أو الغناء، فهو بالفعل يعرف أين تكمن نقاط قوته وكيف له أن يستخدمها بشكل صحيح، سواء في الغناء أو العزف.
أما عن العزف المنفرد فدعوني أخبركم عن شخصيتين يجعلوني دائمًا أتخيل لو اجتمعتا معًا في عمل واحد ما النتيجة التي سوف نحصل عليها سوى الإبداع الكلي المتجسد سواء في جيتار «إبرام ممدوح» أو في توزيع «جيسون إسحق» فكلاهما لديه كيمياء خاصة بينه وبين آلته الموسيقية، ففي كثير من الأحيان أظن أن آلتهما الموسيقية ربما تفهمهما أكثر من البشر وهذا ما يؤدي لحالة فنية غريبة في عزفهما.
ولكن في النهاية لا أملك سوى أن أقول، عليك عزيزي القارئ أن تقرر من تتابعه ومن هو فقط فاصل إعلاني، فأنت إذا تابعت من هم يقدمون الفن غير الهادف أو البعيد تماما عن أي نوع من أنواع الفن فإنك تضرهم، لأنك تخبرهم أن ما يقدمونه هو شيء ناجح ويستحق المتابعة فيستمرون فيه رغم عدم موهبتهم، في حين أن عدم متابعة الأشخاص الذين عندهم الموهبة، يصيبهم بالحسرة أو الحزن لأنهم لم يلقوا الاهتمام.
Twitter.com/PaulaWagih