رئيس التحرير
عصام كامل

«القرضاوى» عازف سيمفونية الإخوان .. يصافح اليهود ويفتى برجم الرئيس الفلسطينى.. فرنسا منعته من دخول أراضيها .. وبريطانيا اعتبرته إرهابيًّا

الشيخ القرضاوى
الشيخ القرضاوى

يعد الشيخ «يوسف القرضاوى» من أشهر الدعاة فى العصر الحديث، يعتبره الإخوان أعلم أهل الأرض، بينما يراه آخرون رجل دين أراد أن يصبح سياسيا، فلم يحافظ على دينه ولم يحسن العمل السياسي، كما أثارت علاقته بقطر وحكامها تساؤلات عديدة لم تجد حتى الآن إجابة واضحة .


ولد يوسف عبد الله القرضاوى فى سبتمبر 1926 بقرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، مصرى الميلاد، قطرى المعيشة، ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين.


أثار القرضاوى حوله الكثير من الجدل فهو متعدد الزوجات، حيث تزوج القرضاوى من امرأتين الأولى مصرية اسمها إسعاد عبد الجواد "أم محمد" فى ديسمبر 1958م والثانية جزائرية اسمها "أسماء" التقى بها فى أواسط الثمانينيات حين كانت طالبة فى جامعة جزائرية، والتى عملت كمنتجة تليفزيونية فى برنامج "للنساء فقط" والذى كانت تبثه قناة الجزيرة القطرية.


ومنذ بدايات القرضاوى وهو يعشق السياسة ويريد أن يكون لاعبًا فاعلًا داخل الوسط السياسى، ولهذا انتمى القرضاوى لجماعة الإخوان المسلمين، وأصبح من قياداتها المعروفين، ويعتبر الشيخ مُنظِّر الجماعة الأول، كما عرض عليه تولى منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمى للإخوان المسلمين كممثل للإخوان فى قطر إلى أن ترك العمل التنظيمى فى الإخوان.


وقام الدكتور القرضاوى بتأليف كتاب «الإخوان المسلمون سبعون عاما فى الدعوة والتربية والجهاد» يتناول فيه تاريخ الجماعة منذ نشأتها إلى نهايات القرن العشرين ودورها الدعوى والثقافى والاجتماعى فى مصر وسائر بلدان العالم التى يتواجد فيها الإخوان المسلمين.

وللشيخ أيضًا مواهب فى كتابة القصائد حيث كتب قصيدته المشهورة ملحمة الابتلاء (نونية القرضاوي) وكان ألفها عندما أعتقل فى السجن الحربى مع الإخوان المسلمين.

ورفضت سلطات بريطانيا منح يوسف القرضاوى تأشيرة الدخول إلى أراضيها؛ بسبب فتواه بتأييد العمليات التفجيرية الاستشهادية داخل إسرائيل والتى يعتبرها عمليات استشهادية فى حين اعتبرتها بريطانيا عمليات إرهابية..

وأعلن الرئيس الفرنسى «نيكولا ساركوزى» فى 26 مارس 2012 منع الشيخ يوسف القرضاوى من دخول بلاده معلقًا بأنه شخص غير مرحَّب به فى فرنسا، فيما كان إطار حديثه يدور حول الإسلاميين المتشددين. وفى 8 مايو 2009 انتقد القرضاوى قطر لسماحها لصحفى دانماركى يعمل بصحيفة "يولاندز بوستن" التى نشرت الرسوم المسيئة للنبى محمد عام 2005 للمشاركة فى الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة قال الشيخ القرضاوي: "هذا الرجل الذى جاء إلى الدوحة ما كان لقطر أن تسمح له"، وعللت قطر أنها لم تكن تعلم أن هذا الصحفى الدانماركى يعمل لتلك الصحيفة وصدق الرجل هذه الرواية وظل يعيش فى قطر حتى الآن.

 
أفتى القرضاوى برجم الرئيس الفلسطينى «محمود عباس» إذا ثبتت مشاركته فى حرب غزة، وعلى هذا علّقت فى الضفة الغربية صورًا ضخمة للقرضاوى يظهر فيها مصافحًا ليهودي، وقد كتبت على الصور تعليقات تصف هؤلاء اليهود بأنهم إسرائيليون.

وقد وقعت مصادمات بين مصلين فى الضفة الغربية وأئمة بعض المساجد الذين خصصوا خطبة الجمعة للهجوم على القرضاوى، بناءً على تعليمات من وزارة الأوقاف الفلسطينية.

 

وظل الرجل بعيدا عن مصر حتى ثورة الـ 25 من يناير حيث أيَّد الثورة، وأفتى بضرورة الخروج على الحكام الظالمين، وأبدى القرضاوى ترحيبه بتولى الإخوان حكم مصر وأنهم "الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة" -حسب وصفه- واعتبر مشروع الإمام حسن البنا هو "المشروع السنى الذى يحتاج إلى تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم "أفضل مجموعات الشعب المصرى بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء.


ولم يبخل القرضاوى بمنبره وتصريحاته على تأييد الإخوان المسلمين حيث دعمهم وأثنى على طريقة إدارتهم لشئون البلاد، ودعا جموع المصريين إلى تأييد الدستور الحالى حتى تحصل مصر على دعم من قطر بـ 2 مليار دولار .
ولم يصعد القرضاوى منبر الأزهر سوى 4 مرات بعد الثورة، واليوم خطب بالجامع داعيا القوى المدنية والإخوان المسلمين لمبادرة لمّ الشمل ورأب الصدع .

الجريدة الرسمية