معركة مصر المصيرية
لم يعد خافيا على أحد أن حصارا يفرض على مصر الآن، ولم يعد من المنطقي أن نستمر في إدارة الأزمة على هذا النحو الفردي، فمصر مؤسسات ونظام وحكومة، الرئيس يعزف منفردا والحكومة لم تقدم أية أفكار لمواجهة هذا الحصار، والأحزاب السياسية منعزلة أو معزولة، ومؤسسات المجتمع المدني تقوم بأدوار مبعثرة دون ترتيب أو تنسيق، وكل ذلك يفرض علينا مرة أخرى أن نطرح ذات الرؤية التي طرحناها من قبل، وهي الشراكة في إدارة الأزمة.
الحوار الوطني مطلب مصيري الآن، ولابد من تضافر الجهود.. جهود الدولة والناس والمؤسسات.. حوار يضع المسئولية في أعناق أصحابها شركاء الوطن.. حوار يبنى أساسا إستراتيجيا للعمل المستقبلي.. حوار يبني أمة تعتمد على قدراتها الذاتية.. حوار يعيد للُّحمة الوطنية نضارتها وحيويتها وقدرتها على مواجهة الموقف الصعب.
قديما قالوا الأزمة التي لا تقتلني تقويني، وأظن أننا أمام حصار دولي وعربى مجحف لا يواجهه إلا مشاركة مجتمعية شاملة واستنهاض لقدرتنا غير المحدودة.. خضنا حروبا كانت من المستحيلات وانتصرنا.. خضنا معارك من أجل الاستقلال الوطني وها نحن نواجه مصيرا قد يكون سببا في إعادة دفة الأمور كلها إلينا مرة أخرى.. معركة المصير قادرة على صياغة مستقبل واعد، إذا أحسنا إدارتها واستخدمنا كافة الطاقات الوطنية من خلال هذا الحوار.
حوار نلقي فيه خلافاتنا جانبا ونعيد إلى الشعب ثقته في قدراته وإمكانياته على النهوض والمواجهة.. حوار نؤكد فيه على ثوابتنا الوطنية وقرارنا المستقل.. حوار نعلن من خلاله أننا قادرون على المضي قدما في طريق التكاتف والالتفاف الوطني في ظل مواجهة عنيفة تخطط للنيل منا ومن قرارنا الوطني.. حوار يجتمع فيه الكل خلف قيادة تنصت جيدا وتستجيب لنداء الضرورة والعقل والمنطق.. حوار يبني مصر المستقلة القادرة القوية.