العشماوى: لا خلود لأحكام الشريعة 3
يعتبر الدكتور جابر قميحة المستشار العشماوى مع حسين أمين وفرج فودة «قتل فى العام 1992 » من أشهر رؤوس العلمانية فى مصر والبلاد العربية، وما كتبه هؤلاء الثلاثة - كما يقول - يُعدُّ عدوانا - بكل معنى الكلمة - على قيم الإسلام ونظمه، ومبادئه، حتى ما جاء منه فى نصوص إلهية قطعية الثبوت والدلالة، ولا تحتمل التأويل والخروج بها عن مسارها، فعلوا ذلك باسم «التنوير» وإنقاذ العقل المسلم من ظلمات الرجعية والتخلف.
وأضاف: " العشماوى" سافر - منذ عدة سنوات - فى رحلة إلى الولايات المتحدة، وعاد منها ليكتب عدة مقالات فى مجلة قومية أسبوعية يخلع فيها على «الشباب المسلم العربى» من المثالب والنقائص والمآثم ما لا يصدق إلا على الكفرة الفجرة، والجهلة المتخلفين زعمه بأنهم يحرمون الجلوس على المقاعد أثناء المحاضرات بدعوى أن النبى، صلى اللّه عليه وسلم، والصحابة كانوا يفترشون الأرض جلوسا.
وأكمل: فات صاحبنا أن هؤلاء الشباب كانوا يستخدمون مكبرات الصوت فى المحاضرات، ويوزعون هذه المحاضرات مطبوعة، ويستقلون السيارات والطائرات.. فهل وجدت هذه الآليات أيام الرسول «صلى اللّه عليه وسلم»، واستخدمها هو وأصحابه، كما يرفض الحدود الشرعية، ويطالب بالتسوية بين الأنثى والذكر فى الميراث.
واستطرد:«العشماوى» ـ يزعم أن حروب الردة «وهو يسميها حروب الصدقة» كانت حروبًا عدوانية، وأن نظام الخلافة نظام جاهلى فاسد جاء للسطو والسيطرة، والعدوان على حقوق الإنسان، وأنه أضر بالإسلام حين ربط العقيدة بالسياسة، والشريعة بنظام الحكم.
كتب العشماوى عن «زواج المتعة» مستعينا بآراء تائهة شاذة، ليوهم الجهلة والعامة بأن لهذا «الزواج» مكانه الثابت فى الإسلام.
وغير ذلك كثير، وكلها أباطيل وأضاليل، لا يُقصد بها لا تنوير، ولا تعمير، ولا رقى وتطوير - كما يزعمون - إنما الهدف هو الدنيا والمال والأضواء والشهرة والمنافع الشخصية، وليسقط العقل والخلق والضمير.
وقال قميحة: مثل هؤلاء يكتبون - لا من منطلق الإيمان بما يكتبون، ولا من منطلق الحرص على مصلحة الوطن بالتنوير، والتوعية السياسية والاجتماعية والعلمية كما يزعمون، ولكنهم يكتبون من أجل المال، وتحقيق الثراء.. والآلية المثلى لتحقيق هذا الهدف هى مصادرة كتبهم، ومن ثم زيادة نسبة التوزيع بإقبال الناس على شراء الكتب حبا فى كشف سبب أو أسباب المصادرة، فكل ممنوع مطلوب، وكل محجوب مرغوب، كما يقول المثل العربى. وتصديهم وهجومهم على المرجعية الدينية، وقيمنا الموروثة لم يعد من قبيل «خالف تعرف» ولكن: خالف ودمر حتى تحصد أقصى ما تقدر عليه من غنى فاحش.
وتابع: نعم ولايزال العار قائما يشد بعضه بعضا، فعتاة العلمانيين المتطرفين أدعياء التنور والتنوير والعبقرية يتربعون على قمم الفكر والإعلام والأدب، وأصبح منهجهم وطابعهم الاستهتار بالدين والاستهانة بالقيم، ولا هم لهم إلا المال والشهرة والأضواء، ولو كان ذلك على حساب الدين والمجتمع وكل القيم والمثل العليا، قاصدا بذلك أن مثل هؤلاء هم الذين يحصلون على الجوائز والأوسمة فى بلادهم، أو من الغرب.
تعددت مؤلفات العشماوى، ومن بينها: رسالة الوجود ـ تاريخ الوجودية فى الفكر البشرى ـ ضمير العصر ـ حصاد العقل ـ جوهر الإسلام ـ روح العدالة ـ الإسلام السياسى ـ الربا والفائدة فى الإسلام ـ الشريعة الإسلامية والقانون المصرى ـ معالم الإسلام ـ الخلافة الإسلامية. وحقيقة الحجاب وحجية الحديث.
ومن سلسلة مؤلفاته: حياة الإنسان ـ أصول الشريعة ـ جوامع الفكر ـ روح الدين. ـ على منصة القضاء ـ من وحى القلم ـ العقل فى الإسلام ـ مصر والحملة الفرنسية ـ ديوان الأخلاق ـ إسلاميات وإسرائيليات ـ الصراع الحضارى بين العرب وإسرائيل.
من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.