رئيس التحرير
عصام كامل

ألف يوم في الفيوم!


مازلت أحبها وأحب أراضيها وهدير سواقيها وطيبة أهاليها.. مازلت أتذكر سينما عبدالحميد وكشرى سعيد وكبدة حسونة وفول أبواسلام.. أتحدث عن الفيوم ذلك المنخفض الكائن على أطراف الصحراء الغربية التي جئت إليها نازحًا من أسيوط طالبًا جامعيا في بداية خريف 1999م لأقضى فيها سنوات دراستى الجامعية ماكثًا قرابة 1000 يوم.


مازلت مؤمنًا بأن للفيوم مستقبلا سياحيا كبيرا خاصة أنها تناسب بالفعل شريحة كبيرة من السائحين ويعزز ذلك ميزاتها التنافسية عن المقاصد الأخرى وعلى وجه التحديد فإنها مقصد رائع لراغبى سياحة مراقبة الطيور والسياحة البيئية والسياحة الزراعية فضلًا عن السياحة الشاطئية وأنه لا بد للترويج السياحى للفيوم وتشجيع سياحة اليوم الواحد إليها.

يتزامن ما أكتبه عن الفيوم مع مبادرة تطلقها هيئة تنشيط السياحة وكلية السياحة بالفيوم والصديق الدكتور وحيد عمران بعنوان "تعالوا زوروا الفيوم" مستهدفين جميعًا تنشيط السياحة الداخلية والترويج للفيوم كمقصد سياحى مثالى لزائر ذات اليوم أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.

الفيوم التي أحبها رغم أنى لست من سكانها وتجمعنى صداقات وطيدة مع كثير من أهاليها أرى أن مزيدا من الاهتمام بها سيؤتى ثماره خاصة فيما يتعلق بالاستثمار الزراعى والسياحى والعقارى في ظل قربها من القاهرة.

الفيوم ليست فقط السواقى والجامعة وقصر ثقافتها الرائع بل هي أيضًا بحيرة قارون بتاريخها الضارب في جذور التاريخ...هي وادى الحيتان ووادى الريان تلك المعالم التي تصنف من مواقع التراث العالمى والتي تلقى اهتمامًا عالميًا من قبل منظمات عالمية.

في الفيوم تستمع بالطبيعة البكر التي تنخفض معدلات التلوث فيها عن المحافظات الأخرى، يشق وسطها بحر يوسف بتفريعاته التي تتخلل وسط المدينة، وكذلك سواقيها الشهيرة.

وتعد الفيوم ملتقى البيئات الساحلية والزراعية والصحراوية بما يجعلها بانوراما رائعة لكل من يزورها للاستمتاع بذلك التناغم الذي رسمته الطبيعة، فضلا عن توافر آثار الحضارات القديمة الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

ولكن عندما زرت الفيوم مؤخرًا رأيت تهالكًا في البنية الأساسية خاصة فيما يتعلق بالطرق الداخلية وتحتاج بالفعل لاهتمام المحافظة ومسئولى الأحياء لرفع كفاءة النظافة العامة بالشوارع وإزالة الإشغالات حتى نستطيع أن نطبق المقولة التي تمت كتابتها على اللوحة المعلقة في أحد الشوارع الرئيسية "أبتسم أنت في الفيوم".

وعن قرية تونس بالفيوم أتحدث قليلًا فهى بالفعل نموذج جيد جدًا للسياحة البيئية ومقصد مناسب لقضاء إجازة عطلة الأسبوع في أحد الفنادق البيئية بالقرية التي تشتهر بتعليم فنون الخزف والرسم عليه بكل أنواعه وكذلك مراقبة الطيور والاستمتاع بشاطىء بحيرة قارون.

أتمنى أن تشهد الفيوم وغيرها من محافظات مصر اهتمامًا يعزز الميزة التنافسية لكل محافظة وأن تعمل الحكومة جاهدة لرفع كفاءة المحافظات وجذب الاستثمارات المختلفة بما يحدث حراكًا تنمويًا ينعكس على المواطن ويسهم في تحقيق جزء من تطلعاته.
الجريدة الرسمية