رئيس التحرير
عصام كامل

الجناة ليسوا في رشيد


بعيدا عن سيل الشتائم الذي وجهته وسائل إعلام غبية لأهالي ضحايا مركب الموت برشيد، وبعيدا عن تفسيرات مريضة لأسباب الهجرة غير الشرعية، وبعيدا عن التحرك الحكومي الوهمي، أستوقف الجميع أمام مانشيتات الصحف الحكومية والتي ذكرت فيها أن هناك تحركات لملاحقة المتسببين في غرق المركب، وأضع أسئلة مشروعة لا ترتبط بصاحب المركب ولا بالمتعاونين معه وإنما تمتد إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير؟


هل يمكن لأي مركب على شواطئ مصر أن يتجول حيث يشاء؟.. أن يخرج إلى شواطئ أخرى في بلاد أخرى ثم يعود سالما غانما دون أن تسأله جهة ما عن وجهته وأين كان وكيف عاد وكيف سارت رحلته؟.. هل يمكن لصاحب أي مركب أن يغادر الشواطئ المصرية في رحلة بحرية.. رحلة صيد أو رحلة ترفيهية أو رحلة نقل بضائع أو ناس دون أن تدرى الجهات المسئولة عنه شيئا؟!!

كيف يخرج ٦٠٠ شخص من حدود مصر دون أن ندري عنهم شيئا؟ وهل يمكن لعدد من الجواسيس والعملاء والمتآمرين على الوطن أن يدخلوا ويخرجوا بهذه السهولة؟.. هل يمكن لمركب مثل الذي غرق أن يحمل أطنانا من الدولارات ويعبر بها إلى شاطئ آخر فيسلمها لأعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية دون أن نرصد ذلك ؟.. هل يمكن لدولة عدوة أن تدخل ٦٠٠ مقاتل إلى شواطئنا لخوض حرب ضدنا أو لتنفيذ عمليات اغتيال وتخريب ومن ثم العودة سالمة غانمة إلى حيث جاءت؟

هل يستطيع كائن كان أن يهرب بمنتمين إلى جماعة الإخوان ومتورطين في الدم المصري وينقلهم إلى شاطئ دولة أخرى دون أن تقوم الجهات الرسمية بالقبض عليه قبل أن يغادروا شواطئنا؟ وهل يمكن لعدد ٦٠٠ شخص أن يرتبوا فكرة الهروب من البلاد ومغادرة شواطئها والوصول إلى دولة أخرى قبل أن تلقى الجهات الأمنية القبض عليهم؟.. أظن أن الإجابة على هذه الأسئلة تفيد في الوصول إلى المتسببين في الكارثة وما هو أبعد من تلك الكارثة!!

الجريدة الرسمية