رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد حظو.. ليست فقط مسرحية صيف


من المعروف أن أي عمل فني يُعمل لأجل فصل الصيف يعرف أن الغرض منه هو أضحاك الناس ليس أكثر، ومن الممكن أيضًا أن يكون غير هادف، أو غير شامل على فكرة ناضجة أو هادفة بالمعني المتعارف عليه!، فالمهم هو الإيراد وليس أي شيء آخر كما نعرف!


ولكن بالأمس وهنا بمدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، تفاجئت بأن نخبة كبيرة من الفنانين المتميزين يقومون بتقديم مسرحية "سعيد حظو"، والتي تشمل كل ما يجعلها فعلًا ناجحا في فصل الصيف!، فهي مشتملة لأكثر من فكرة مهمة، مضحكة -وهذا ما يهم الأكثرية-، وفي نفس الوقت استعراضية من النوع البسيط ليست مبهرجة في الاستعراضات فترهق العين كما في بعض المسرحيات الأخرى!

سأحكي تجربتي كاملة مع تلك المسرحية والتي أتمنى أن أراها تتكرر في كل عام وفي كل مصيف سواء بنفس القصة أو الهدف أم لا!، المهم أن يكون هناك أبطال حقيقيون وأن يكون هناك فعلًا هدف سامٍ خلف القصة وألا يقتصر الموضوع فقط على كم حققت المسرحية من إيرادات!

في أول ذهابي للمسرح وجدت الفنانة الجميلة "إيناس نور" هي التي تستقبلني وتستقبل كل زوار المسرح بابتسامة جميلة وتتمنى لهم مشاهدة ممتعة وتعرفهم على كل فريق العمل وتشرح لهم فكرة المسرحية وتجعل في كلامها شيئا من التشويق كي تدخل وتشاهد المسرحية وتظل متشوقًا للحظة جلوسك أمام خشبة المسرح في انتظار إطلالة النجوم!

لكي يطل ويدخل الفنان الجميل "سامح يسري" بابتسامته التي يعرفها الكل على خشبة المسرح فيسرق ابتسامات أيضًا من الجمهور بكل سهولة ويجعلهم يبتسمون بطريقة تلقائية!، وللأمانة أنا قررت الذهاب للمسرح للفنان سامح يسري بشكل خاص، فهو فنان أنا أعشق صوته وأعرف دائمًا أنه لديه المزيد الذي سوف تكتشفه وأنت تشاهده أو تسمعه!

ولكن ابتسامة الجميل سامح يسري تكون هي تمهيدًا لضحك كثير سوف تأخذه منك الفنانة وفاء السيد أو التي متعارف عليها وسط نشطاء فيس بوك باسم "جانيت بنت وليم شحاتة"، والتي كانت تميز بهذا الدور في فيلم "حسن ومرقص".

والحقيقة أن أكثر ما أعجبني في مسرحية سعيد حظو هو التعاون بين الممثلين على خشبة المسرح سواء مع بعضهم البعض، أو مع أيضًا عمال المسرح والفنيين، وهذا ما يثبت أن فعلًا هدف تلك الفرقة هو تقديم عمل هادف وسامي ولو بمجرد أن تلاحظ التعاون بينهم وبين بعض!

فمثلًا عندما يطل الفنان فتحي سعد تجد الكل يفتح أمامه فرص كثيرة لكي يلقي إفهاته المضحكة، والتي لا بد أن تتعلق بالقلب كعادة كل إفهات أعماله السابقة!

أو مثلًا تمهيده ابتسامة الفنان سامح يسري لضحكة وفاء السيد، فهذا يدل على عدم وجود غيرة بين الممثلين، ولكن يدل على وجود حب وأخوة بينهم.

ويكفي أيضًا تلك الروح التي تبثها بداخلك الفنانة إيناس نور وأنت في طريقك للدخول إلى المسرح سواء بضحكتها أو وهي تشرح لك فكرة المسرحية.

وطبيعي أن عندما تجد الممثلين هكذا ألا تتفاجئ عندما تعرف أن تلك المسرحية هي التي سجلت أعلى إيرادات على مسرح جمصة منذ زمن وهذا يدل على عبقرية الفريق وعبقرية المخرج والمؤلف وكل الفريق المشرف على ظهور المسرحية بتلك الطريقة الفريدة!

فبالفعل لو تحدثنا عن قصة العمل والتي تدور سريعًا حول سعيد حظو مهندس الزراعة الذي يؤمن بالأبراج والفلك والذي يتعرض لكوارث حقيقية بسببه إيمانه بها ليس أكثر وكيف تحول حالة عندما وثق بالله أكثر من الأبراج، سنجد أن القصة بالفعل تملك قصة وهدفا ساميا نبيلا وهو الثقة بالله وبالعمل تحصل على ما تريد وليس بالفلك والشعوذة!

وأن التقدم لن يأتي إلا بالعمل والاجتهاد وعلى الإنسان دائمًا أن يتذكر كما كانت تقول أغنية الفنان الجميل سامح يسري -بطل العرض-في الخاتمة "اللي فيها لله متغرقش، وخليها على الله".

twitter.com/PaulaWagih
الجريدة الرسمية