رئيس التحرير
عصام كامل

كي تحبك هي (1)


سمعت كثيرًا أن الرجل مخلوق تعددي يسعى دائمًا كي يكون في حياته أكثر من أنثى وأن تكون كل واحدة مميزة ومختلفة عن الأخرى فهو يبحث عن الشقراء والسمراء والعاقلة في بعض الأحيان والمجنونة في الأحيان الأخرى ويقولون أيضًا إن هذا خارج عن غرادته فالله -سبحانه وتعالى- من خلق فيه تلك الصفة وهي التعددية.


ولكني كرجل أود أن أكون منصفًا بعض الشيء وربما سيستغرب البعض بأني أتحدث في ذلك الموضوع برغم كوني لم أكمل عامي الثامن عشر بعد، ولكن أريد أن أعبر عن رأيّ هذا وأتمنى أن يتسع قلبكم لرأي ولو كان بحسب نظرتي للأمور بسبب عقلي الصغير أو سني الصغير أو كما يقول الكاتب مايكل سامي دائمًا: "خدوني على قد عقلي".

الرجل دائمًا يبحث في المرأة عن شيئين فقط هما الغريزة والسيطرة أو القيادة بمعنى آخر، فهو دائمًا يرى أنه مميز كثيرًا عنها وأنها هي التي تريده وليس هو، لأنه الأقوى والأشجع والذي ميزه الله بصفات جسدية من الممكن أن تكون أهم من صفاتها هي، بالرغم من أن لو رجعنا للكتاب المقدس نجد في سفر التكوين الذي كان قد دونه موسى النبي يقول في الأصحاح الثاني وبالتحديد في الأية الثامنة عشر "وقال الرب الإله: ليس جيدا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره" بمعنى آخر أن الله قرر أن يخلق حواء لكي تكون مثله تقويه وتقوم بمثل أعماله ومثلما يقول الأغلب إن حواء خلقت من ضلع آدم ولكن دائمًا يقولون هذا لكي يقولوا إن آدم هو الأصل، ولكنهم لا يعرفون بأنها لو كانت خلقت من ضلع آدم إذن خلقت لكي تقوم بتجميله وتكميله.

نعم!، فهي لو خلقت من ضلعه خلقت لكي يتذكر الرجل دائمًا أنها خلقت لكي تكمله وتجعله كاملًا جسديًا لأن الجزء الذي انفصل عنه قديمًا استرده لكي يصبح كاملًا وليس ذلك فحسب، بل واسترده بزيادة لأنه لو كان أُخذ منه ضلعًا قديمًا فهو بالارتباط استرد الضلع الناقص ومعه عقل وروح وجسد إنسان كامل آخر، لذلك لو اخترت يومًا أن ترتبط عليك أن تعرف أن شريكة حياتك هي جزء منك كنت أنت أساسه في الأصل ولكن نمى هو وأصبح شخصًا كاملًا واعيًا وليس ذلك فحسب، بل صار أيضًا معين نظير لك في الحياة.
الجريدة الرسمية