رئيس التحرير
عصام كامل

القمص عبد المسيح بسيط راعى كنيسة العذراء: استقواء أقباط المهجر بالخارج ضد الوطن جريمة وكارثة أخلاقية

فيتو

>> الأقباط خائفون.. والقادم أسوأ
>> المتطرفون من الجانبين سبب إشعال الأزمات
>> إذا لم يعاقب كل من أخطأ فقل على مصر السلام

>> البابا رجل وطني من طراز فريد والإخوان أبرز المستفيدين من الفوضى
>> لن تنتهى المشكلات مادام من يحرق ويعتدى يعلم أن نهاية الأمر جلسة صلح

“قطاع كبير من الأقباط لديه شعور بأن الدولة لا تحميهم”.. بهذه الكلمات تحدث القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير أستاذ اللاهوت الدفاعى وراعى كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد في حوار لـ "فيتو" عن مشاعر الأقباط بعد أحداث العنف الأخيرة التي تعرض لها مواطنون مسيحيون في كل من المنيا وبنى سويف وأسوان والغردقة، والى التفاصيل:

> كيف ترى الأحداث التي شهدتها محافظة المنيا مؤخرا؟
ما يحدث الآن أسوأ بكثير مما كان يحدث أيام عصر الرئيس الأسبق مبارك الذي عانى فيه الأقباط من الاعتداءات الطائفية التي كانت تحدث بين فترة وأخرى، ولكن ليس بهذه الكثافة وفى هذه الفترة القصيرة حيث وقعت العديد من الأحداث الطائفية في أقل من 3 شهور في عدد من المحافظات وخاصة المنيا تليها محافظة بنى سويف.

> كيف ترى نتائج هذه الأحداث على علاقة الأقباط بالدولة؟
شعر الأقباط بالأمان بعد ثورة 30 يونيو ولكن الآن بدأ الأقباط يشعرون بالخوف وعدم الأمان نظرًا للأحداث الأخيرة بمحافظة المنيا إلى جانب ما يحدث في بنى سويف الآن ثم سوهاج ومحافظة قنا وبدأ ينتشر على مستوى الجمهورية، وبطبيعة الحال ساد شعور لدى الأقباط بأن الدولة لا تحميهم وتكتفى فقط بالتنديد والكلمات ولكن على أرض الواقع لا يوجد أي رد فعل حقيقى وربما جاءت مبادرة الرئيس باستقبال وفد كنسي رفيع المستوى يترأسه البابا تواضروس الثاني خطوة على الطريق الصحيح..

> تكرار الأحداث الطائفية بالأخص في محافظات الصعيد... كيف تفسره؟!
أفسر هذا بأن الكثير من المتطرفين خرجوا من هذه المحافظات، فقاتل السادات والمحجوب من محافظة المنيا، عاصم عبد الماجد أيضا من نفس المحافظة، وهؤلاء أفكارهم تجاه الأقباط أفكار تكفيرية وتحمل رفضا للآخر وهذا ما يسبب تكرار الأحداث خاصة في الصعيد.

> هل تتوقع زيادة في وتيرة الأحداث والاعتداءات ضد الأقباط في الفترة القادمة؟
إذا لم يطبق القانون بحزم ويعاقب كل من أخطأ فقل على مصر السلام، فيجب أن يطبق القانون بحذافيره بدون مجاملات أو تدخلات أو وسائط، كما وعد الرئيس السيسي مؤخرًا خلال لقائه مع البابا ولأنه إذا انتهت كل قضايا الأقباط من حرق منازلهم وترويعهم بجلسة صلح عرفية فسنجد مزيدًا ومزيدًا من الأحداث ولن ينتهى الأمر طالما أن من يحرق ويعتدى يعلم أن نهاية الأمر جلسة صلح.

> معظم الأحداث بسبب بناء أو إشاعة بناء كنيسة، هل قانون دور العبادة سيحل الأمر؟
إذا تم مناقشة القانون بشكل جيد وصدر بصورة عادلة وكانت مواده بلا عراقيل وتساوى فيه الجميع سيساعد في إنهاء الأزمات الناتجة عن محاولة إنشاء كنيسة ويغلق الباب على كل من يأخذ هذا الأمر مدخلا لإحداث طائفية تهدد استقرار البلد، لأنه ليس من الطبيعى أن تقوم فئة من الناس بتطبيق القانون على فئة أخرى حتى لو كانت دار العبادة مخالفة، فالمنوط بتنفيذ القانون الحكومة وليس الشعب.

> ما البنود التي تراها مهمة في هذا القانون؟
كل مجموعة في حاجة لبناء دور عبادة لأجل الصلاة يسمح لها، فبافتراض أن إحدى القرى بها 30 أسرة بمتوسط عدد 150 فردا فهل هولاء لا يستحقون بناء دور عبادة لهم يناسب عددهم، كما توجد مساجد كبيرة وزوايا صغيرة لعدد أفراد أقل، يسمح لنا أيضا ببناء دور عبادة للصلاة حتى لو صغيرة.

> ما الرسالة إلى تريد توجيهها لوزير الداخلية؟
أقول له “شوف شغلك” في الصعيد وأتمنى أن تضع مسئولين أمنيين صالحين حسب ظروف كل بلد ووضعها وأن يبتعد عن تعيين مسئولين من ضباط في محافظتهم التي يتمتعون فيها بعائلات كييرة بل يضع مسئولين محايدين.

> ما رأيك في دعوات التظاهر بالخارج؟
هذه الدعوات دعوات يائسة من الإصلاح في الداخل ونحن كأقباط في الداخل والخارج نرفضها لأنها تعبر عن اليأس من أن تقوم الدولة بدورها فنطالب بهذا من الخارج ونحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، والاستقواء بالخارج ضد وطنك جريمة وكارثة أخلاقية.

> من وجهة نظرك من المستفيد من اشتعال الأحداث الآن وضرب صمام الأمة؟
الإخوان هم المستفيدون لأنهم يريدون أن يشعلوا البلد وأن تصل الأحداث إلى فتنة طائفية تسقط البلد في صراعات لا تنتهى!

> البعض يهاجم البابا ويصف مواقفه بالسلبية تجاه الاعتداءات ضد الأقباط، ما رأيك؟
البابا تواضروس لا يريد إشعال البلد فكلمة منه قد تشعل الأمور، وهو له طريقته في اتصالاته بالمسئولين لوضع حلول ومتابعة الأحداث واجتماعه الأخير كان للصلاة وهذا يحمل معنيين، رسالة لله ورسالة للحاكم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية