في البحث عن «زيكولا»
أرض ⟪زيكولا⟫ تلك الأرض التي بمجرد أن تعرف قصتها تشتاق لأن يكون هناك فعلًا سرداب مثل سرداب فوريك لكي يجعلك تصل إلى تلك الأرض رغم البشاعة التي تجدها في بعض الأشياء من التي كان جسدها الكاتب ⟪عمرو عبدالحميد⟫ في روايته الساحرة والجذابة رواية ⟪أرض زيكولا⟫ الصادرة عن دار عصير الكتب للنشر والتوزيع.
رواية أرض زيكولا هي قصة شاب ذهب ليبحث عن التميز لكي يثبت لوالد حبيبته أنه بطل مثله لأنه كان يعايره بأنه بطل من أبطال حرب أكتوبر، ولذلك يبحث لابنته عن بطل مثله، بطل صاحب إنجاز يستطيع أن يحكيه لأولاده فيما بعد.
وبعد رفض والد حبيبته له ثماني مرات قرر أن يذهب إلى ذلك السرداب الذي سمع عنه مرات عديدة من جده العجوز الذي يعيش معه وبعد نقاش وبعد مقابلة أعدها جده ليُقابل مجنون السرداب، قرر الاتجاه بالفعل للنزول للسرداب ليكتشف أصل المفقود في الكتاب الذي هداه صديق جده له.
ليبدأ رحلته في أرض زيكولا التي رغم كل السلبيات التي صورها الكاتب في روايته فإنك ستتمنى أن تذهب لها يومًا من الأيام لترى قيمة الذكاء كم هي غالية ونحن فقط من نرخصها، وأن ذكاءك هو كنزك الحقيقي في تلك الدنيا وتصبح فقيرًا وتستحق الموت إذا لم تستطع أن تحافظ على كنزك أو لم تعمل على زيادة هذا الكنز كل مدى.
ولذلك كان يموت كل من يستهون بذكائه ولا يعمل على الحفاظ عليه لأنه يصبح فقيرًا دون ذكاء، ولذلك يستحق الموت لأنه ليس لديه ما يجعله يستحق الحياة وهو الذكاء.
رغم أن أحداث تلك الرواية أسطورية فإنك بمجرد القراءة تتمنى أن تصبح يومًا أرض زيكولا حقيقة نعيشها وهي أن يحافظ كل شخص على ذكائه وأن يعمل على زيادة ذكائه وألا يفعل مثل أهل الشمال في أرض زيكولا يعمل على هدم ذكاء غيره أو يعيش حياة الكسل والمرح ولا يعمل على تقدمه بل يعيش على استعراض قوته على خيره لكي يستمد منه قوة من خلال فرض جزية عليه بالقوة لكي يعطيه جزءًا من ذكائه، فقانون زيكولا واضح وهو الذكاء وحدات التعامل والمقايضة بين الناس وليس المال لأن الذكاء وحده هو الكنز الحقيقي وليس المال.