رئيس التحرير
عصام كامل

ساويرس: إنجاز قانون «دور العبادة الموحد» يقضي على الطائفية

رجل الأعمال المهندس
رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس

«هناك ثقافة طائفية متشددة تكونت على مدى عشرات السنين، بدأت في رأيي مع ثورة 23 يوليو، فليس صدفة أنه لا يوجد ولا ضابط مسيحي واحد في مجموعة الضباط الأحرار».. هكذا لخص نجيب ساويرس، رجل الأعمال، رؤيته لمسلسل الأحداث الطائفية الأخيرة في العامرية والمنيا وبني سويف، والتي جاءت في مقاله المنشور بجريدة الأخبار، أمس السبت، بعنوان «آه بس لو كنت مسلم».


بدأ ساويرس مقالته بحس لا يخلو من الروح المرحة، كما يصفه المقربــون، حيث داعبته والدة أحد أصدقائه التي تكن له حبًا عندما قالت له: «والله يا نجيب يا حبيبي أنا بموت فيك بس خسارة.. آه لو كنت مسلم، لينطلق من تلك المقولة لتحليل أحداث الأحداث الطائفية الأخيرة.

يرى نجيب ساويرس أن الضباط الأحرار، الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952، لم يكن فيهم ضابط قبطي، مشيرًا إلى أن السبب قد يكمن في وجود تنسيق أو تحالف بين جماعة الإخوان للقيام بالثورة، ثم حدث تدهور للتمثيل القبطي في الحكومات المتتالية، حتى انحصر في تولي الأقباط وزارة الهجرة.

وأكد «ساويرس» أنه لا يوجد مسيحي معتدل لا يقدر أن رئيس الدولة والقيادات العليا في البلاد كلهم مستنيرون ويؤمنون بالمساواة والعدل، ويعملون على تحقيقه، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في القطاعات الدنيا قليلة التعليم والثقافة.

وأضاف رجل الأعمال أن المشكلة الأكبر أن يصل التعصب للعاملين في جهاز الشرطة، وقد يولد هذا الإحساس ما يحدث من تقاعس واضح عن مواجهة الخروج على القانون في أحداث الفتنة والاعتداء على الأقباط وعدم التعامل بحزم مع مرتكبيها.

وقال «ساويرس» إنه يجب اختيار القيادات البديلة بدءًا من قيادات الأمن إلى المحافظ، باختيار شخصيات مستنيرة مثقفة تؤمن بالمساواة وغير متعصبة، مضيفًا أن هناك تخوفًا دائمًا عند قيادات الشرطة المحلية من رد فعل بعض العناصر المتعصبة، وبعض القيادات لا تتوفر لها الإمكانيات اللازمة لمواجهة واسعة مع العناصر في ظل الانتشار الواسع لملكية الأسلحة في صعيد مصر، وذلك يجب أن يؤخذ في الحسبان.

وتساءل: «حتى لو غيرنا عناصر الشرطة الموجودة، فمن يضمن أن العناصر الجديدة مستنيرة؟»، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في آلية تغيير هذه الثقافة الدخيلة، وذلك بأن تضع الدولة خطة واسعة لتعديل هذه المفاهيم باستخدام الإعلام، الذي دخلت فيه الدولة بقوة مؤخرًا، مع الاستعانة بالشيوخ والعلماء المستنيرين، لإزالة تلك المفاهيم الخاطئة.

وأكد «ساويرس» أن جماعة الإخوان وبعض العناصر المتطرفة تنفخ في نيران هذه الفتنة، مطالبًا الأقباط ألا يقعوا في فخ الطائفية، قائلًا: «بالرغم من صعوبة الطلب لتكرار الاعتداءات والأذى، لكن ليس أمامنا إلا تفويت الفرصة على من يريد خراب الوطن، ما دامت الدولة جادة في العمل على إعلاء القانون وتغيير الفكر الموروث».

واقترح «ساويرس» إنهاء المنازعات والاعتداءات التي تحدث على الكنائس من خلال مشروع قانون دور العبادة الموحد تقدم به حزب المصريين الأحرار في البرلمان، وقد ناقشه الحزب مع كل الجهات المعنية، مطالبًا البرلمان بسرعة مناقشته وإقراره، للقضاء على الفتن الطائفية.
الجريدة الرسمية