بالصور.. مسئولو الري يحملون المزراعين تكلفة مشروع الري الفاشل بالشرقية
سادت حالة من الغضب بين أهالي مراكز الحسينية وفاقوس والصالحية في محافظة الشرقية، بعد أن تقدم مسئولو الري المطور على ترعة "السعرانة" بدعاوى قضائية ضد مئات المزارعين تلزمهم بدفع نحو 7 آلاف جنيه للفدان الواحد قيمة إدخال مشروع الري المطور للمنطقة عام 2003، رغم فشل المشروع وتحول غرف الري إلى مأوى للحيوانات والقمامة، عقب سرقة مواتير المياه والماكينات الخاصة بالمشروع.
يقول مجدي البقري أحد أهالي مركز الحسينية في محافظة الشرقية: "إن مشروع الري المطور بدأ بالمنطقة كخطة دولة لتطوير الري باستخدام أساليب حديثة منها هذا المشروع، وفي عام 2003 تمت إقامته على ترعة السعرانة التي تمر بمركز الحسينية ومركز فاقوس وقرى الصالحية، وبها 8 خلجان، وقال مسئولو الري إن هذا المشروع منحة من الدولة بقيمة 18 مليون جنيه، وهي قيمة لا تُرد ولا تستقطع من المزارعين، وفرحنا جميعًا، ظنًا منا أن هذا المشروع سوف يأتي بثماره ونستطيع الري بطرق حديثة ومتطورة وسهلة".
وتابع مجدي: "هذا المشروع سرعان ما أثبت فشله، حيث إنه تم بدون أي دراسة جيده للمنطقة، حيث تم ردم الخلجان دون معرفة وتغيرت خريطة الري بالمنطقة إلى الأسوأ، وأصبحت المشاجرات بين المزارعين يوميًا ليل نهار بين المزارعين وبعضهم من أجل أسبقية الري وانهارت المنظومة في أقل من شهر".
وأضاف مجدي أن "من أهم أسباب فشل هذه المنظومة هو عدم الرقابة من الشركة المنفذة لحين إتمام المشروع، فضلًا عن عيوب فنية بالمحابس، وعدم الرقابة والحماية أدى إلى سرقة ماكينات الري التي تعدي سعرها 20 ألف جنيه".
وتابع أنه على الرغم من فشل المشروع إلا أن مسئولي الري والضرائب العقارية منذ عام 2010م تقدموا بدعاوى على جميع المزارعين لإلزامهم بدفع القيمة الضريبية للمشروع، ووصلت القيمة للفدان الواحد ما بين 7 آلاف ونصف إلى عشرة آلاف كرسوم تكلفة المشروع.
وأضاف طارق إبراهيم أحد المزارعين: "الحكومة عايزة تموتنا، يعني إيه نتحمل تكلفة مشروع فاشل تسبب في نقص إنتاج أراضينا؟".
وقال: "إن مسئولي المشروع بنوا الغرف الخاصة برفع المياه بالخطأ، حيث وضعوها على الخلجان التي نروي بها الأراضي، ما أسفر عن غلقها، خاصة أن المشروع لم ينجح ولم نستفد منه في شيء".
وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل وإنقاذهم وإنقاذ آلاف الأفدنة من البوار، قائلًا: "مياه الري ضعفت جدًا عقب إنشاء مشروع الري المطور حيث أغلقت الترع الخاصة بري المزارعين لأراضيهم، ما يجبر المزارعين لاستخدام مياه الصرف لري الأراضي، وهذا يحرق المحصول ويسممه".
وطالب المزارعون الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهوية، بالتدخل لحماية المزارعين من بطش مسئولي الري، والحفاظ على الأرض الزراعية حيث إن كثيرًا منهم سوف يتجه لتبوير أرضهم لعدم تمكينهم من ريها، وارتفاع تكلفة زراعتها، بالإضافة إلى الري بمياه الصرف الصحي التي تؤثر في جودة المحصول وصحة الإنسان.