رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو لم ينحز الجيش لثورة 30 يونيو!!


تفنن الغرب في صناعة أدوات حروب الجيل الخامس لهدم الدول وتفجيرها من الداخل، وتكسير الإرادة الشعبية، وإذكاء الصراعات والفتن، وتوظيف الدين لإشعال هذه الحروب.


الاتفاق النووي مع إيران كان مكافأة للأخيرة لإطلاق يدها في الخليج والعراق، وجعلها مخلب قط جديدًا للمستعمر القديم.. الحروب بالوكالة تستعر على الأراضي العربية.. استنزاف الدول بيد أبنائها وأعراقها وطوائفها ومذاهبها.. ثراء التنوع الذي تعايش آلاف السنين صار قنابل تنفجر في وجه أبناء الوطن الواحد.. وبينما العالم العربي بركان يغلي بالانقسام والتفجير والتناحر فإن إسرائيل وحدها لم تصبها شظية واحدة ولا حتى نيران صديقة لأن الراعي الأمريكي أرادها هكذا..الكل يخسر والكاسب الوحيد هو أمريكا وربيبتها إسرائيل ومن لف لفهما.. لكن أكثر العرب لا يعلمون.. أو يعلمون ويعجزون عن الإفلات من هذه الفخاخ المسمومة.. لقد وقعوا ضحايا الصراع المذهبي الطائفي البغيض.

الأنكى أن ثمة من يتماهي مع أمريكا، ويتبنى دعواتها المشئومة بضرورة إدماج الإرهابيين في الحكم والسياسة في أكثر من دولة عربية.. فهل يمكن لمن حملت يده السلاح، وسفكت الدم، وأهدرت الحرمات، واستحلت نسيج الأوطان أن يؤتمن على الولاية أو العهد.

ماذا كان سيحدث لو أن الجيش وقف على الحياد أو انحاز لأهل الحكم في 30 يونيو.. هل كنا نتوقع غير حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.. ودولة فاشلة أعجز من أن تدافع عن حدودها، أو توفر لأبنائها الأمن أو لقمة العيش..ناهيك عن إحراز أي تقدم في مجالات الحياة ؟!
الجريدة الرسمية