رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أزمات الري تهدد أراضي المنوفية بالبوار

فيتو

الأرض الزراعية حلم التقدم والاكتفاء الاقتصادى والذي يحلم به الجميع، من أجل تحقيق رفاهية وسعادة المواطنين، بجميع المحافظات، ولكن هذا الحلم يتبخر في العديد من الأحيان مع غياب المسئولين واكتفائهم بمشاهدة الأزمات دون التدخل لحلها، الأمر الذي يؤدى إلى تفاقم الأزمة واستفحالها، وعدم القدرة على حلها في النهاية، ونجد أن الخاسر هو الجميع بما أسهم من المشاركة في النهوض بالأزمات والعمل على حلها، الأمر الذي تدور سينارويوهاته بمحافظة المنوفية، أحد أكبر المحافظات كتلة في الأرض الزراعية والتي تنتج العديد من المنتجات ولكنها تعانى الأمرين ما بين غياب المياه عنها وما بين الرى بطرق تجهد الأرض وتزيد من ملحوتها وتقضى على طاقتها الإنتاجية.


الرقعة الزراعية بمحافظة المنوفية، تصل إلى ما يقرب من 326 ألف فدان، تروى جميعها عن طريق الترع المختلفة عبر شبكة متواصلة بكل الطرق، بعضها يعمل بشكل جيد وبعضها الآخر يعمل بين الحين والحين، والثالث إعاق طريقه إما القمامة أو التراكمات أو السياسات الخاطئة في التغطية للترع المختلفة والتي حرمت آلاف الأفدنة من توصيل المياه إليها.

ففى مدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية، أحد أكبر المراكز تهميشا، رصدنا أزمة الرى التي أكدها المهندس عبدالفتاح بريقع نقيب الزراعيين ببركة السبع ورئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية أبو مشهور، وقال إن الكارثة الكبرى التي تعانى منها المدينة في الترعة الرئيسية والتي تروى 5600 فدان والتي تعانى منذ أكثر من 10 سنوات، عدم وصول المياه إليها الأمر الذي أدى إلى زيادة ملوحة التربة وعدم قدرة الأرض على الإنتاج أو الوفاء بما يقوم به الفلاح.

وأوضح بريقع أن تلك الأرض يملكها ما يقرب من 15 ألف فلاح، يعيشون على إنتاجها، وأصبحوا الآن يعتمدون على الري بعدد من الطرق التي تساعدهم على الوفاء بالرى للأرض من خلال المياه الجوفية أو الأبيار التي تتواجد في كل مساحة أرض زراعية، أو من خلال مياه الصرف الصحى والمجارى في حالات كثيرة لعدم القدرة على الحصول على المياه.

وأشار بريقع إلى أن الأزمة تتلخص في أن الترعة التي تمتد بطلو 15 كيلومترا بداية من قرية الروضة وصولا إلى قرية ميت غزال بالغربية، ومرورا بقرى الشهيد فكرى وأبو مشهور وكفر الشيخ مفتاح، تم عمل صندقة لتلك الترعة بامتداد 100 متر حرم باقى الترعة من توصيل المياه إليها، نظرا لانخفاض الصندقة بشكل ملحوظ أدى إلى عدم قدر المياه إلى العبور إلى الجزء التالى للترعة الأمر الذي حرم آلاف الأفدنة من المياه.

وأكد بريقع أنه اشتكى كثيرا إلى وكلاء الوزارة بالرى طوال تلك السنوات، بأن يتم رفع تلك الصندقة التي تمت والتي حرمت آلاف الأفدنة من الحياة، ولكن دون أن يكون هناك أي تحريك لساكن، الأمر الذي أدى إلى انتشار حالة من الإحباط بين الفلاحين، ورى الأرض الخاصة بهم بأى طريقة، وحتى إن وصل الأمر إلى ريها باستخدام مياه المجارى والصرف الصحى.

وفى العديد من المراكز بمحافظة المنوفية تنشر تلك الأزمة، ففى ترعة خلف البندارية بمدينة تلا والتي تروى نحو 600 فدان بقرية قشطوخ وعدد من القرى المجاورة تعاني من الجفاف ونقص المياه وذلك لعدم وجود محول كهربائي يعمل على رفع المياه الجوفية لصبها في الترعة لري الأراضى الزراعية الأمر الذي جعل الأهالي تتقدم بالعديد من الشكاوى المختلفة ولكن دون أن يتم أي رد من المسئولين على شكواهم فيما يلجا الفلاحون إلى رى تلك المساحات بمياه الصرف الصحى خوفا من تديرها إلى الأبد.

وفى مركز اشمون أحد أكبر المراكز بمحافظة المنوفية، اشتكت العشرات من القرى من أزمات الرى، بعد أن تحولت الترع المتواجدة بها والتي من المفترض أنها تخدم المئات من الأفدنة إلى تلال من القمامة، وجف البعض منها من المياه، بالإضافة إلى احتواء الكثير منها على الحيوانات النافقة التي تدمر المواطنين وتصيب بالأمراض المختلفة.

ويقول محمد عبدالصافى، أحد شباب مدينة أشمون، إن الترع بقرية الكوادى والتي تحولت إلى تلال من القمامة وسط مطالبات متنوعة من المسئولين بضرورة تشغيل تلك الترع وتنظيفها من التلال التي تعانى منها الا أنه لم يتحرك أي ساكن، بالإضافة إلى العديد من الترع الأخرى بالبرانية، والحلواصى والمنيل وشطانوف، وجريس، الأمر الذي يؤدى إلى تدمير المئات من الأفدنة والتي لاتجد المياه الكافية لريها.

وما بين مطالبات من الفلاحين وأزمات تراها العين المجردة وواقع ملموس باللجوء إلى طرق غير شرعية لرى الأرض يبقى السؤال مفتوحا متى سيتم القضاء على أزمات الترع والرى التي تعانى منها آلاف الأفدنة بمحافظة المنوفية، من أجل توفير الاكتفاء الاقتصادى والزراعى.

الجريدة الرسمية